أكد الدكتور مصطفى حجازي، أستاذ الفكر الإستراتيجي والتطوير المؤسسي، أن التحرش لا يقف معناه على التحرش الجنسي فقط، ولكن أيضا يمتد المعنى إلى السياسة، مشيرًا إلى أن النظام السابق كان يتحرش بالثورة باسم هيبة الدولة، أما النظام الحالي فإنه يتحرش بالدولة والمجتمع والوطن باسم الثورة. وقال الدكتور حجازي، خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج ''جملة مفيدة''، مسا أمس الثلاثاء، إن ''التحرش هو ثقافة، حالة مجتمع، حالة الصراع الموجودة حاليا ليس صراع تيارات سياسية ولكنه صراع ماضي ضد مستقبل، ماضي يتحرش بمستقبل، وأشكال التحرش كثيرة، كان لدينا نظام سقط كان يريد أن يتحرش بثورة باسم هيبة الدولة، وانتقلنا الآن من نظام يتحرش بالثورة باسم الدولة إلى تنظيم يتحرش بالدولة والمجتمع والوطن باسم الثورة''. وأضاف موضحًا: ''انتقلنا من النظام إلى التنظيم، والنظام جزء منه مؤسسات الدولة، والتنظيم الحالي يتحرش بهذه المؤسسات القضائية والأمن متمثل بالجيش والمخابرات والشرطة وكذلك مؤسسة الإعلام، هو يتحرش بالدولة تحت مسمى التطهير''. وأشار الدكتور حجازي إلى أن النظم الصالحة تتماهى في الدولة، أما التنظيمات المغلقة فإنها ''تتصور حالة من النقاء العنصري، مثل حزب الله، هذا الحزب لديه سلاح، وحينما يوضع سلاح حزب الله في مقارنة مع سلاح لبنان فإن أعضاءه سيختارون سلاحه ومخابراته واتصالاته، وبالتالي هو لا يرى أمنا إلا داخل أسوار التنظيم، وكل ما خارج الأسوار هو في حالة عداء بالضرورة، كذلك حالة حماس في داخل الكيان الفلسطيني يريد لنفسه مساحة شبه محررة''. وتابع مسقطا هذا المثال على مصر: ''المشكلة هنا أن أي تنظيم لا يستطيع أن يجد لنفسه منطقة محررة، لذلك يحاول أن يتحرش بالدولة، إما لتطويعها، أو لخلق هذه المنطقة، ولكن في مصر أمر مستحيل''. وشدد الدكتور حجازي على أن الصراع في مصر ليس صراعا بين تيارات سياسية، ولكنه صراع بين ماضي ومستقبل، ويقصد بالماضي والمستقبل هو طريقة التفكير، وقال: ''طريقة تفكير المستقبل وتعاطيه للحياة مختلفة عن الماضي، الماضي يفهم السلطة بمعنى التسلط، والمستقبل يفهم السلطة بأنها إدارة''.