ذكرت وكالتان تركيتان للانباء ان شرطة مكافحة الارهاب اعتقلت 34 شخصا يوم الثلاثاء في اسطنبول خلال مداهمات قبيل الفجر استهدفت جماعات يشتبه بان لها صلة بحركة يسارية متشددة محظورة. وصدرت أوامر بشن هذه المداهمات قبل شهر فقط من ادلاء الاتراك بأصواتهم في انتخابات برلمانية من المتوقع أن تسفر عن فوز حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للمرة الثالثة على التوالي. وذكرت وكالة دوجان ووكالة الاناضول للانباء أن من بين المحتجزين ثلاثة موسيقيين جميعهم أعضاء في فرقة غناء فولكلورية احتجاجية تدعى ( جروب يوروم). وقامت الشرطة بثلات مداهمات في وقت واحد على مكاتب منظمة أوكميداني للحقوق والحريات ومقر اتحاد منظمة الشباب ومركز ايديل الثقافي الذي تستخدمه الفرقة الموسيقية. وصرح محام للمحتجزين لدوجان بأنه يشتبه في صلتهم بحركة حزب الشعب التركي للثوريين والمنقذين اليسارية المتطرفة. واتهمت هذه الحركة بمسؤوليتها عن هجوم انتحاري عام 2001 أسفر عن مقتل رجلي شرطة وسائح في ساحة تقسيم بوسط اسطنبول. ويخشى البعض من أن يكون حزب العدالة والتنمية يعتزم التراجع عن العلمانية التقليدية لتركيا نظرا للخلفية الاسلامية لبعض الزعماء مثل اردوغان. ويشبه اخرون حزب العدالة والتنمية بالاحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا والتي تتبنى سياسات متحررة في القضايا الاقتصادية ومحافظة في القضايا الاجتماعية. وأثار القاء القبض على العشرات من الصحفيين في الشهور الاخيرة للاشتباه في صلتهم بشبكة مزعومة من العلمانيين المتشددين يطلق عليها اسم (ارجنيكون) مخاوف بشأن حرية الصحافة في تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي. كما أن هناك مئات اخرين محتجزون دون محاكمة فيما يتعلق بتحقيقات ارجنيكون المتشعبة والتي بدأت عام 2007 . ونالت التحقيقات تأييدا من الاتراك في باديء الامر نظرا لضجرهم من الحكومات المنتخبة التي تطيح بها انقلابات عسكرية لكن هذا التأييد تراجع مع وجود شكوك بشأن ما اذا كان الادعاء يستغل سلطاته في اسكات منتقدي حزب العدالة والتنمية. ومع اقتراب الانتخابات هناك مخاوف من تصاعد العنف الذي يتسبب فيه انفصاليون أكراد. وأعلن حزب العمال الكردستاني الاسبوع الماضي مسؤوليته عن هجوم استهدف الشرطة بينما كانت ترافق حافلة تعمل لصالح الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية بعد تجمع نظمه اردوغان في شمال تركيا.