فوز الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008 جعله أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي يفوز بهذا المنصب ولكن إعادة انتخابه هذا العام سوف يكون أمرا مذهلا أيضا. ومازال النمو الاقتصادي متعثرا في أمريكا كما أنه لم يتم إعادة انتخاب رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية ومعدل البطالة يقترب من 8 % وهو كذلك منذ أعوام. وقد تولى أوباما / 51 عاما/ مقاليد السلطة في أمريكا في يناير 2009 في ظل الركود الذي بدأ 2007 حتى 2009 حيث بلغ معدل البطالة نحو 10 % وذلك في ظل الركود الأكثر شدة منذ الكساد الكبير . وقد تلاشت الآمال بحدوث انتعاش سريع عندما تراجع النمو بنحو النصف مجددا خلال النصف الأول من عام 2011 كما تباطأ التوسع الاقتصادي الأمريكي منذ ذلك الحين كما أنه غير متناسق بدرجة كبيرة تحول دون تعزيز الثقة و خفض معدل البطالة . وقد اتهم ميت رومنى المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري أوباما بأنه " قدم وعودا أدت لخيبة الأمل و الانقسام ". وتمكن أوباما الشاب صاحب الجاذبية من تولى منصب الرئيس منذ أربعة أعوام بشعار حملته " الأمل والتغيير " حيث حصل على أصوات الكثير من الناخبين الشباب و الأقليات كما اجتذب المستقلين. وقد كان صعود أوباما من نائب ولاية إلى الرئاسة سريعا . ففي عام 2004 بصفته المرشح الديمقراطي لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوى حظي أوباما بفرصة لإلقاء خطاب مهم أمام المؤتمر الوطني للحزب وتمكن من ترك انطباع ساعده في دفع حملته للرئاسة 2007 -2008 . ولد أوباما في هاواى في الرابع من أغسطس 1961 لاب من كينيا وأم بيضاء من كانساس كان قد التقى بها في جامعة هاواى . وقد انفصل والديه عندما كان يبلغ من العمر عامين ثم تطلقا بعد ذلك . وتزوجت والدة أوباما مجددا وانتقلت للعيش في اندونيسيا حيث أمضى أوباما فترة من حياته عندما كان يبلغ من العمر ستة أعوام حتى أتم عشرة أعوام . وعاد أوباما إلى هاواى للانضمام للمدرسة الثانوية وتخرج من جامعة كولومبيا . وقبل دخوله مجال السياسة عمل أوباما في شيكاغو كمنظم لأعمال خدمة المجتمع مع جماعة تتخذ من كنيسة مقرا لها تهدف لتحسين الظروف المعيشية في الأحياء الفقيرة .وأثناء وجوده في شيكاغو مارس قانون الحقوق المدنية بعدما التحق بكلية القانون في جامعة هارفارد . ودفع عمل أوباما في مجال المحاماة للترشح لمنصب نائب عن ولاية إلينوى حيث شغل هذا المنصب ثمانية أعوام . وتزوج أوباما عام 1992 من ميشيل ربينسون زميلته في مجال المحاماة التي كانت مترددة في بادئ الأمر في قبول الزواج من خريج هارفارد البارع الذي أصبح متدربا في شركة المحاماة الشهيرة التي كانت تعمل بها ميشيل . ولدى الزوجان بنتين هما ماليا / 14 عاما/ وساشا /11 عاما/ .وفى البيت الأبيض مازال أوباما محافظا على هوياته في لعب كرة السلة كما حظيت الأسرة بكلب جديد من أصل برتغالي أطلقوا عليه " بو ". وفى مطلع 2007 شكل أوباما لجنة لدراسة فرصه للترشح لمنصب الرئيس كما أعد مواجهة داخل الحزب مع النائبة هيلارى كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون . وفاز أوباما في هذه المواجهة وأصبحت هيلارى وزيرة خارجيته . وفاز أوباما بنسبة 53 % خلال الانتخابات التي أجريت في نوفمبر 2008 أكثر مما حظي به أي من الرئيسين السابقين الجمهوري جورج دبليو بوش و الديمقراطي كلينتون . واحتشد نحو 8ر1 مليون شخص في حديقة ناشونال مول في واشنطن للاستماع لخطاب تنصيبه في 20يناير 2009 . وبدأ أوباما ممارسة مهام منصبه بإصدار أوامره بإغلاق سجن جوانتانامو ولكن لم يتمكن من تطبيق القرار بسبب عدم وجود عدد كاف من الدول المستعدة لقبول إرهابيين مشتبه بهم على أراضيها . ووقع أوباما سريعا في فبراير 2099 على حزمة تحفيز بقيمة 800 مليار دولار و قانون تاريخي لإصلاح نظام التأمين الصحي عام 2010 . وحاز أوباما على جائزة نوبل للسلام فى اكتوبر 2009 وأرجعت لجنة نوبل منحه الجائزة لدبلوماسيته الدولية . ويبدو أن الجائزة كانت تعبيرا عن الافتنان العالمي بالرئيس الأمريكي الجديد فقد مثلت الجائزة حرجا في الداخل ونادرا ما يتم ذكرها . وبعدما حصل الحزب الديمقراطي على أغلبية قوية فى مجلس النواب والشيوخ بالكونجرس الأمريكي خلال أول عامين لرئاسة أوباما .تعرض الديمقراطيون لضربة قوية خلال الانتخابات النصفية عام 2010 كلفت الحزب خسارة سيطرته على مجلس النواب . وقد غادرت آخر القوات الأمريكية العراق في ديسمبر 2011 وبعد وضع استراتيجية جديدة في أفغانستان للتغلب على متمردي طالبان حدد أوباما عام 2014 لانسحاب القوات الأمريكية . وكان أوباما قد أصدر أوامره في مايو 2011 بأن تقوم قوات الكوماندوز بهجوم على مجمع في باكستان قتل خلاله زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن .وكان بن لادن قد خطط للهجمات الإرهابية التي استهدفت نيويوركوواشنطن عام 2001 . وعلى الرغم من تراجع معدلات شعبية أوباما لأقل من 50 % إلا أنه مازال يحظى بشعبية شخصية . ويبدو أن المشاكل المتعلقة بمنصب الرئيس ألقت بظلالها على أوباما الذي تحول شعره الأسود بسرعة إلى اللون الرمادي. ويبدو أن سمعة إتقان أوباما لفن الخطابة الذي ساعده فى مسيرته السياسية تضررت وذلك خلال أدائه الهزيل جدا فى المناظرة التي جرت فى الثالث من أكتوبر الجاري مع منافسه رومنى حيث بدا غير مرتب .ونتيجة ذلك تحولت أراء الناخبين و اكتسب رومنى زخما لتشهد الأيام الأخيرة قبل الانتخابات صراعا محموما بين المرشحين .