قامت وزارة الداخلية، أمس الثلاثاء، بإزالة كل "رسوم الجرافيتي الموجودة" في ميدان التحرير، عقب قرار الدكتور هشام قنديل - رئيس الوزراء في حملته لتجميل ميدان التحرير. أثارت هذه الحملة استياء النشطاء والحركات الثورية التي أدانت مسح "الجرافيتي" التي تعبر عن ثورة مصر العظيمة، وتوثق لمراحل مهمة من تاريخ مصر والأحداث التي مرت بها، ولكن سرعان ما قام بعض النشطاء بالنزول للميادين وإعادة الرسم مرة أخري وكتابة تعليقات ساخرة عن عملية تجميل الميدان؛ ومن هذه التعليقات "امسح كمان يا نظام جبان"، " تعيشوا وتدهنوا" إلي جانب بعض الصور الساخرة. وفي هذا السياق رصد مصراوي ردرو أفعال عدد من النشطاء السياسيين والثوار والائتلافات الثورية حول هذا الأمر... قال عصام الشريف - المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي - الذي أدان هذه الأفعال التي تمت من قبل الداخلية، كما وصفها بأنها محاولة من جانب الحكومة الحالية لمسح كل ما يرتبط بالثورة المصرية، مضيفا:" فالمشهد الموجود في ميدان التحرير من عربيات مصفحة الي أخره رسالة واضحة إلي كافة القوي الثورية بأن دور ميدان التحرير قد انتهي ولكنني متأكد من أن القوي الثورية والسياسية لن تسكت علي هذه الأحداث وسيحدث غضب داخلي وسنخرج للشارع في أي وقت" . وأضاف الشريف: " شباب الثورة بالفعل قام برسم جرافيتي مرة أخري بعد أن أزالته عربات الشرطة، ونحن نريد توضيح لحقيقة ما يحدث من فض الاعتصام بالقوة لطلاب جامعة النيل والتعدي علي الشباب في عابدين الذي يؤكد علي وجود قمع ومنع للشباب". وتساءل الشريف:" هل ما يحدث يمثل عودة لنهج مبارك والعادلي أم لا.. فنحن نحتاج لتوضيح من مؤسسة الرئاسة ومن الدكتور مرسي نفسه لتوضيح وجهة نظره؟!". ومن جانبه، أوضح هيثم الشواف - المنسق العام لتحالف القوي الثورية - قائلاً:" لإذا كانوا متصورين أن إزالة صور الشهداء سيجعلنا ننساهم فهذا أمر عبثي؛ فالداخلية نازلة بعربيات أمن مركزي وتريد أن تنتقم مما حدث أيام الثورة"، على حد تعبيره . وتابع الشواف:" إن هذه الرسوم جزء من ثقافات الشعوب؛ فسور برلين علي سبيل المثال مرسوم عليه جرافيتي من عام 1992 حتي الآن ويتم زيارته من كل الأماكن في ألمانيا لتشاهده، وأماكن أخري كثيرة علي مستوي العالم، لذلك فهناك فرق ثقافات عند الشعوب" . وأضاف المنسق العام لتحالف القوي الثورية:" إذا كان النظام متحضرا فمن الصعب أن يتخلص من الرسوم سواء كان معها أو ضدها؛ فنحن دولة "شمولية" وسنظل كذلك ونسعي لمزيد من الشمولية، ويسعدنا أن نتذكر ما حدث سابقا بأي وسيلة من الوسائل ونرفض محوه من التاريخ ونزلنا ورسمنا تاني" . واختتم الشواف حديثه متصورا أن ما يحدث له مردود خطير "فربما قاصدين أن يلهو الشعب عن الجمعية التأسيسية للدستور وما يحدث داخلها ولكن الشعب لن ينسى الجمعية التأسيسية للدستور" . وأعلن عبد الرحمن فارس - المتحدث الاعلامي لحزب التيار المصري - رفضه لما حدث، مؤكداً أنه استمرار لمسلسل القمع من جانب وزارة الداخلية وينبغي أن نحمل الحكومة والرئيس المسئولية الكاملة عن هذا. وتابع:" الداخلية تسير في طريق الإجرام والعداوة بداية من فض الاعتصامات بالقوة في جامعة النيل إلي ما حدث، أمس، والمسئول عن ذلك الوزارة والرئيس نفسه الذي لم يحسن اختيار تلك الوزارة، وتحاول أن تجدد الأزمة بينها وبين الثوار.. فالثوار لن يتوقفوا عن الرسم أبدا" ، على حد قوله . هذا وقد علق الناشط السياسي لؤي نجاتي قائلا:" الطريف أن هشام قنديل من البداية قال هيتم تطوير ميدان التحرير ليعبر عن ثورة 25 يناير؛ فمسح الجرافيتي""، في إشارة منه إلي السخرية من تصريحات رئيس الوزراء. وأكدت صفحة "كلنا خالد سعيد" قائلة: " في بعض دول أوروبا يتم الحفاظ علي رسوم الثورات، وتجديد الألوان فيها وتخليدها كنوع من التاريخ لكي يراه أحفادهم.. إنما عندنا بيدهنوه بالدوكو"