اختتم وزراء خارجية مصر، وتركيا، وإيران، مساء الاثنين، اجتماعهم بشأن سورية بمقر وزارة الخارجية المصرية، في ظل غياب السعودية، دون التوصل إلى خطة محددة. ورأس وفود الدول الثلاث وزراء الخارجية: المصري محمد كامل عمرو، والتركي أحمد داوود أوغلو، والإيراني على أكبر صالحي. وأكد عمرو في مؤتمر صحفي مشترك حضره صالحي وداوود أوغلو في ختام المباحثات، التي استمرت أربع ساعات، أن اجتماع وزراء الخارجية الدول الثلاث جاء متابعة للاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي بين كبار مسئولي الدول الثلاث والسعودية. وأوضح عمرو أن السعودية لم تتمكن من الحضور بسبب ارتباطات سابقة، قائلًا: ''بالطبع سنحيطهم (السعوديون) علمًا بناءً على طلبهم بتفاصيل ما تم مناقشته'' خلال الاجتماع. وردًا على سؤال حول ما إذا كانوا قد توصلوا إلى خطة محددة لإحراز تقدم في سورية لوقف سفك الدماء، قال عمرو: ''هذا هو ما نعمل من أجله، ومن المبكر أن نقول إننا توصلنا إلى خطة محددة''، مضيفًا أنه تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر للوصول إلى هذه الخطة بأسرع ما يمكن لوقف نزيف الدماء. وأضاف عمرو: ''ناقشنا مجموعة من الأفكار والمبادئ بصورة عامة من شأنها التوصل لحل للوضع المأساوي في سورية وبما من شأنه وقف نزيف الدماء''. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على استمرار عملية التشاور كما تقرر عقد الاجتماع القادم بين هذه الأطراف في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكر أنه تم عقد اجتماع ثان، ليلة الاثنين، أيضًا مع ممثل الأممالمتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، الأخضر الإبراهيمي، بحضور الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، حيث قام الإبراهيمي باستعراض المهمة التي قام بها مؤخرًا في سورية خلال الأيام الماضية. وحول وجود صيغة توافقية للوصول إلى حل في سورية في إطار إقليمي، قال وزير خارجية تركيا: ''إن هذا هو أول اجتماع''، مشيرًا إلى أن هناك عدة اجتماعات ثنائية عقدت من قبل سواء مع الوزير الإيراني أو المصري، فضلًا عن لقاءات أخرى في أطر عربية وأممية، وأكد أنه من المهم الوصول إلى حل للأزمة السورية في إطار إقليمي. وقال: ''نريد التشاور مع السعودية لأنها لاعب مهم لمحاولة التوصل إلى حل مستقبلي للأزمة في سورية، وما لاحظناه أن هناك بعض الأفكار التي اتفقنا عليها وأفكار أخرى اختلفنا حولها، ولكن لدينا هدف أساسي وهو أن تكون سورية قوية ويتم تحقيق مطالب الشعب السوري والوصول إلى الأهداف''. وأكد أنه لايوجد إمكانية للوصول إلى حل من خلال اجتماع واحد والمهم هو الحل الإقليمي، ''ولهذا سوف نستمر في التشاور معًا في 25 أو 26 سبتمبر الحالي مجددًا، كما سنحاول بكل الوسائل السلمية لمساعدة الشعب السوري كدول جارة له''. وأضاف: ''إننا عبرنا خلال الاجتماع عن قلقنا للمعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري واستمعنا للآراء المختلفة ونأمل أن يؤدي عملنا إلى شئ مهم''. ومن جانبه، أشار وزير خارجية إيران إلى أن توقع الوصول لحل سريع من خلال اجتماع واحد هو أمر غير واقعي ويجب التحلي بالصبر، مؤكدًا أن الاتفاق في الروئ أكثر من الخلافات. وقال: ''إن الجميع أكدوا على ضرورة إيجاد حل سلمي وخصوصًا الدول المؤثرة في المنطقة، وهي مصر، وإيران، والسعودية، وتركيا التي تلعب دورًا كبيرًا ويمكن أن تأتي باقتراحات للخروج بنتيجة مرضية للجميع''. وردًا على سؤال حول موقف إيران من الانتفاضة السورية، قال صالحي: ''نطالب الحكومة السورية أن تلبي متطلبات شعبها ولكن الحل لابد أن يكون سوريًا ولا يمكن أن نبحث عن حل يُفرض على سورية من خارجها، ونحن لا نريد الدخول الآن في تفاصيل ولكن كونوا صبورين حتى نستمر في التشاور''. وحول اتهامات بوجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في كلا من لبنان وسورية، ذكر الوزير الإيراني أنه لا مجال للحديث عن هذا الموضوع الآن. وفيما يتعلق بإمكانية إضافة دول أخرى إلى المبادرة المصرية، قال عمرو إنها ستتضمن الدول الأربع فقط في المرحلة الحالية، وربما في وقت لاحق يمكن أن تساعد دول أخرى.