كتابان صدرا في توقيت متزامن عن العلاقات النسائية للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وكادا من فرط الطرافة والصراعات بين شريكتي حياته السابقة واللاحقة، أن ينطقا بالسؤال: هل يكون اولاند النسخة الفرنسية للحاج متولي المصري، كما اشتهر وذاع صيته على شاشة التلفزيون بقلم السيناريست مصطفى محرم؟ وبطبيعة الحال، فان الكتابين يحظيان باهتمام كبير في الشارع الفرنسي، فهما يكشفان طرفا من الصراعات التي دارت على مدى نحو عقد كامل بين ''الضرتين'' السياسية سيجولين روايال، والصحفية فاليرى تريرفيلر. الكتاب الأول ''بين نارين'' كتاب جديد صدر مؤخرا في باريس للكاتبتين الصحفيتين آن روزنشير وأنا كابانا، يتناول الحروب النسائية في حياة اولاند، والمعارك والصراعات الخفية والعلنية بين ''الضرتين'' سيجولين روايال شريكة الحيلة السابقة لأولاند وأم أبنائه الأربعة، وشريكته الحالية فاليري تريرفيلر. والكتاب الذي حظى باهتمام كبير في الصحافة الثقافية الغربية جراء طرافته ومادته المثيرة، يعرض لمواقف أولاند في خضم الصراعات بين ''الضرتين''. ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد صدر هذا الكتاب بالتزامن مع كتاب آخر بعنوان ''الزوجة السابقة''، وحظى بدوره باهتمام بالغ في الصحافة الغربية لما يتضمنه من تفاصيل عن سيجولين روايال، شريكة الحياة السابقة لأولاند. وفي كتاب ''الزوجة السابقة''، يتحدث المؤلف سيلفان كوراج عما يصفه بالمناورات المتعددة التي انتهجتها سيجولين روايال للبقاء في حياة فرانسوا اولاند بعد ان ادركت ان الصحفية فاليرى تريرفيلر قد استحوذت على قلبه. ويبدو ان للمؤلف سيلفان كوراج ولعا باقتفاء اثر سيجولين روايال التي خاضت معترك السياسة، حيث خصها من قبل بكتاب عنوانه ''مصير ملكي''، ليتحدث باستفاضة عن هذه السيدة الجميلة التي كانت تطمح عام 2007 في الفوز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لتكون أول رئيسة لفرنسا، فيما كان فرانسوا اولاند حينئذ يدعمها ويؤازر حملتها الانتخابية. وفي قصة حافلة بالدراما والمفارقات، لم تخسر سيجولين روايال فحسب حلمها في أن تكون أول رئيسة لفرنسا، وإنما خسرت أيضا شريك حياتها ووالد أبنائها الأربعة ولم تتردد في كشف طرف من خياناته الغرامية مع فاليري تريرفيلر وصرحت بأنها هي التي طلبت منه الرحيل فورا من البيت الذي كان يجمعهما. ومع أن فرانسوا اولاند حقق الحلم الذي عجزت سيجولين روايال عن تحقيقه ودخل قصر الاليزيه رئيسا لفرنسا، فانه يجد نفسه بالفعل بين نارين، أو ضرتين، لأن روايال لا تريد أن تتركه وشأنه، وهو ما يتجلى بوضوح لقارئ كتاب ''الزوجة السابقة''، حيث حرصت هذه السياسية بكل السبل على إدانة تريرفيلر والتأكيد بصيغ متعددة على أنها خانت صداقتهما وخطفت شريك حياتها رغم أنها كانت حينئذ سيدة متزوجة من أكاديمي يدعى وني تريرفيلر. وبذلك يحرم اولاند من حلمه في راحة البال وان يكون رئيسا حياته الخاصة هادئة خلافا لسلفه نيكولا ساركوزي الذي كانت علاقاته النسائية تجذب الصحافة ومطاردات المصورين. وكيف لأولاند أن ينعم براحة البال، فيما امرأتان تتصارعان بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة للاستحواذ على قلبه؟ يبدو انه بالفعل سيكون النسخة الفرنسية من ''الحاج متولى'' فى مصر، لكن المؤكد أن ''الحاج متولي'' أسعد حالا من فرانسوا اولاند الذي مازال بين نارين.