طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إحسان أوغلي القيادة السورية بتقديم تضحيات حتى لا تنزلق البلاد إلى حرب أهلية، مؤكدا أن ما يحدث الآن في سوريا خطوة قبل الحرب الأهلية. جاء ذلك عقب مباحثات مع الرئيس محمد مرسي بالقاهرة اليوم، تناولت القضايا التي تهم العالم الإسلامي خلال هذه المرحلة. وقال أوغلي، في مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية، إن اللقاء تناول التطورات في المنطقة وأعمال القمة الإسلامية الطارئة التي ستعقد في مكة بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يومي 14 و15 اغسطس المقبل، وجدول أعمال القمة الإسلامية العادية الثانية عشر التي ستعقد في مدينة شرم الشيخ في بداية العام القادم. وردا على سؤال حول أهم القضايا المدرجة على جدول أعمال القمة الطارئة، قال أوغلي أنها قمة يشعر العالم الإسلامي بالحاجة إليها لأن هناك تطورات في سوريا، وكذلك هناك وضع مأساوي للمسلمين في ميانمار (بورما سابقا) ولذلك هناك حاجة للتفاهم والتوافق بين الدول الإسلامية وعدم الانزلاق في التوتر بالعالم الإسلامي. وعن تطرق القمة الطارئة إلى موضوعي القدس والمعتقلين في السجون الإسرائيلية قال اوغلي إن الموضوع الفلسطيني ثابت على جدول أعمال أي مؤتمر لمنظمة التعاون الإسلامي وستبحث القمة القادمة التوصيات التي صدرت عن اللجنة التنفيذية الوزارية التي انعقدت منذ حوالي شهر. وحول إمكانية أن تستخدم المنظمة ورقة ضغط على سوريا لإيقاف نزيف الدم وجهود المنظمة بالنسبة لملف اللاجئين السوريين خاصة بعد أن تردد أن تركيا رفضت استقبال اللاجئين السوريين نفى أوغلي رفض تركيا استقبال اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن الحكومة التركية من أول يوم رحبت باللاجئين واستقبلت أكثر من 30 ألف لاجئ. وأكد أوغلي أن منظمة التعاون الإسلامي منذ أول يوم في الأزمة دعت الحكومة السورية للدخول في حوار سياسي مع المعارضة الوطنية وبدء عملية تحول ديمقراطي والاستماع إلى رغبات الشعب السوري. وقال إن الأمر يتطلب من القيادة السورية أن تضع مصلحة الشعب السوري فوق أي مصلحة أخرى لأنها مسئولة عما يحدث مسئولية مباشرة ويجب أن تقدم تضحيات حتى لا تنزلق سورية إلى حرب أهلية ، مؤكدا أن ما يحدث الآن ليست حربا أهلية لكنها خطوة قبل تلك الحرب. وحذر من أن تلك الحرب ستكون أخر المطاف الذي سيؤدى إلى انفجار سوريا وقد يؤدى إلى انفجار المنطقة وحدوث تأثيرات سلبية على دول الجوار. وبالنسبة لموقف المنظمة من إصرار المتطرفين اليهود على إقامة صلواتهم بالمسجد الأقصى قال أوغلي إن أفاق عمل منظمة المؤتمر الإسلامي هو عمل دبلوماسي ولا نتوقع أن تقوم بأشياء غير مخوله لها ونحن نقوم بعمل مكثف ومثال على ذلك الدعم الذي قدمناه للعضوية الفلسطينية باليونسكو، مضيفا أن العالم كله يعرف أن المسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن تجازوه. وأعرب عن اعتقاده أن أي صلوات للمتطرفين اليهود في المسجد الأقصى هي محاولة لاختبار قوة العالم الإسلامي وبالتالي فإنه على الدول الإسلامية أن تضع ثقلها في الأممالمتحدة ومجلس الأمن واليونسكو ومجلس الأمن، كما أنه على الدول الأعضاء في المنظمة التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أن تتدخل لديها لتمنع المتطرفين الذين يريدون المساس بقدسية المكان. وبشأن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة القدس، قال أوغلي إن هذا الموضوع لم يطرح على أجندة المنظمة ولكنه يعتقد أن زيارة القدس ستعبر عن التعاطف مع أهل القدس لان زيارة السجين كما قال عباس ليست لدعم السجان ولكن لدعم السجين.