'' بقيت عايش فى كابوس موت المواشي '' هكذا بدأ أهالى قرية أبشوى الملق التابعة لمركز قطور حديثهم ل'' مصراوي '' عن الحمى القلاعية التي ضربت القرية منذ أيام وراح ضحيتها الآلاف من رؤوس الماشية . يعيش أهالى القرية فى كابوس والمسئولين فى واد آخر، لا يشعرون بالفلاح البسيط المهدد بفقد رزقه، فبعد انتشار وباء الحمى القلاعية فى القرية التي يوجد بها أكثر من 300 ألف رأس ماشية، حيث تعتبر القرية من أكبر قرى المحافظة إنتاجا للألبان واللحوم، ولا تجد بيتا بالقرية إلا ويعمل في مجال تربية وتسمين المواشي، ويبلغ سعر رأس الماشية الواحدة حسب أقوال المربين ما بين 10 إلى 20 ألف جنية بينما يصل سعر العجل الصغير إلى 5000 جنيه. ولا يشعر المسئولون بحجم الكارثة التي هبطت على رأس الفلاح وحده، ولا يكتفوا بهذا، فقد أصدر المستشار محمد عبد القادر أوامره بصرف 300 ألف جنيه لشراء الأمصال وتعويض المتضررين، ولكن لم يتحصل الفلاحين على أى تعويضات حتى الآن، والأغرب إن مسئول الطب البيطري المكلف بمتابعة الماشية وأعضاء اللجان المشكلة يكتفون بقياس درجات الحرارة وكتابة أدوية وعلاجات على الورق ليشتريها الفلاح على حسابه الخاص، فأين ذهبت الاعتمادات المخصصة لشراء الأمصال كما قالوا لنا لتهدئة ثورتنا ثم اكتشفنا أننا نشتري كل شئ على حسابنا !. عادل محمد - صاحب مزرعة بالقرية - على أن المرض انتشر منذ 15 يوم ولم تستجيب الوحدة الصحية لأي استغاثة من الأهالى حتى نفوق كمية كبيرة منها، فقد نففت فى مزرعته 20 رأس ماشية من واقع 50 رأس، وحتى الآن لم تأت التحصينات المطلوبة لمقاومة المرض، فقد خصص المحافظ 300 ألف جنية لشراء أمصال، ولكن تخصص لأفراد معينة فى القرية ذات نفوذ والآخرين يقومون بشراء الأدوية من الصيدليات، ولا يعرف لها تاريخ انتهاء، ولا يوجد عليها سعر، ويضطر الفلاح لشراء هذه الأدوية بأعلى الأسعار، حتى صرف كل ما لدية من قوته، وحاول الاقتراض من بنك التنمية والائتمان الزراعي بضمان المواشي ولكن رفض البنك لعلمه بأن المواشي مصابة. وقال على السيد - صاحب مزرعة – أنه قد نفقت لديه 30 رأس ماشية ولكن لا تتوقف الخسارة إلى هذا الحد ولكن الرؤوس الحية تكلفة تحصينها فى اليوم تتكلف 500 جنيه مع عدم وجود مصدر آخر للرزق، فتعد قرية أبشوى من أكبر القرى المنتجة للألبان على مستوى الجمهورية، فبعد هذه الكارثة انخفض أنتاج القرية للألبان من 70 طن يوميا إلى ما يقرب من 15 طن يوميا مع انخفاض أسعار توريد الألبان للشركات بواقع واحد جنية على الكيلو. وفسر حمادة عبد المعطى سبب عدم انتقال العدوى إلى بعض المزارع فى القرية إلى وجود أمصال للتحصين من المرض بالوحدة البيطرية من قبل زيادة الأزمة، وهى الأمصال السباعية مقابل رشاوى للعاملين بالوحدة البيطرية ونتيجة هذه الأمصال لا يوجد حالات نفوق بهذه المزارع حتى الآن، مقابل أخذت باقي القرية الأمصال الثلاثية بعد انتشار الأزمة والتي لا تفيد فى علاج المواشي فالمرض لا يقوى إلا بالأمصال السباعية. وعرضت السيدة سميحة الفقي - امرأة مسنة - وسط بكاء شديد أن لديها رأسان ماشية مصابتان، وهما مصدر رزقها الوحيد هى وابنها، وعندما توجهت إلى الوحدة كتب لها الطبيب أدوية يبلغ ثمنها 100 جنيه يوميا، فاضطرت إلى بيع مصاغها '' حلق '' لشراء الأدوية، قائلة '' بيتي أتخرب يا ناس ''. الكثير والكثير من حالات المأسوية التي تعيشها قرية ''إبشواي الملق ''، فجميع أهالى القرية ليس لديهم أى وطائف أخرى غير تربية الثروة الحيوانية وسط خريجي المؤهلات العليا من تجارة وعلوم وحقوق جميعا يعملون فى تربية المواشي. وظهرت حالات نفوق فى قرى جديدة بمحافظة الغربية، فقد ظهرت 10 حالات إصابة جديدة بين المواشي بقرية كفر حجازي التابعة لمركز المحلة الكبرى و 6 حالات بقرية العزيزية التابعة لمركز سمنود و 5 حالات بعزبة ماهر التابعة لمركز قطور وزادت عدد النفوق فى قرية الجعفرية 600 حالة نفوق. وأكد اهالى قرية أبشوى الملق وصول حالات النفوق إلى 6000 وما زالوا يكذِّبون الاحصاءات الرسمية التي تؤكد أن 4210 حالات فقط قد نفقت حتى أمس، لكنْ هناك إحصاء ثالث يقول به مربو الماشية بأن ضحايا الماشية عشرة آلاف حالة، مؤكدين أن الجهات الرسمية لم تسجل حالات النفوق فى الأيام الأولى لتفشى المرض. كما سُجلت أكثر من 800 حالة نفوق فى مركز السنطة وقراها خصوصا فى كفر سالم النحال تطاى ومسهلة وميت الليث. على صعيد آخر أمهل الفلاحون مجلس الشعب 24 ساعة قبل الوقوف أمام المجلس بالحيوانات النافقة، بعد زيارة نواب من مجلس الشعب فى ساعة متأخرة من مساء أول أمس، وهم محمود محضية وحمدي رضوان وحمادة القسط وأشرف الشبراوى، الذين أبلغوا الفلاحين أن تلك الزيارة بتكليف من رئيس مجلس الشعب، وأنه يجرى حاليا اتخاذ قرارات بشأن تعويضهم خلال ساعات.