إحتلت محافظة الغربية المقدمة فى نسبة الإصابة بمرض الحمى القلاعية وبلغ عدد الحالات المشتبة فيها 10371 حالة فيما تجاوزت الحالات النافقة عدة آلاف أعلاها فى قرية أبشواى الملق مركز قطور 4000 حالة حتى الآن وهوما كبد الأهالى خسائر فادحة وضياع"تحويشة العمر" كما قالوا ، حيث يعتمدون علي المواشى فى إعاشة أسرهم وماتنتجه من منتجات ألبان وبيع انتاجها. وأتهم الفلاحون الإدارات البيطرية بالإهمال وعدم توفير تطعيمات سليمة للمرض ، وان الجرعات الحالية مسكنات وتطعيمات منتهية الصلاحية أصابت مواشيهم بالعدوى. وزادت معها معدلات الاصابة وهناك 300 رأس يومى يقف به الاهالى على باب الوحدة البيطرية بالقرية مابين نافقة ومصابة بالمرض وهو الأمر الذى أعقبه قرار المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية بإقصاء رئيس الوحدة البيطرية وتعين آخر . وقطع العشرات من أهالى قرية إبشواى الملق التابعة لمركز قطور السكة الحديد خط كفرالشيخ-طنطا وإشعلوا النيران بإطارات الكاوتشوك على قضبان السكك الحديد، مما أدى لتوقف حركة القطارات احتجاجا على تجاهل المسئولين وإتهام الطب البيطرى بعدم التحصين السليم . كما قطع أهالي قرية كفر سالم النحال التابعة لمركز السنطة طريق "طنطا– زفتى" ، وذلك بعد نفوق العشرات من الماشية نتيجة إصابتها بمرض الحمى القلاعية و اتهموا الإدارة البيطرية بإعطائهم تحصينات وتطعيمات منتهية الصلاحية، ما أدى لنفوق عدد كبير من الماشية ، مطالبين بتعويضهم التعويض المناسب وإنقاذ ماتبقى من هذه الماشية . وانتاب مربى الماشية بالغربية هاجس من الخوف بعد نفوق عدد من المواشى بقرى سجين وابشواى ومحلة روح بمركزى طنطا وقطور وارجع المزارعين ذلك لعدم فاعلية التطعيمات التى تلقتها مواشيهم فى الوحدات البيطرية بالقرى وعدم وجود رؤية واضحه لحملة التحصينات التى قررتها الوزارة مؤخرا.
وقال السعيد كشك ومحمود فرج وآخرين من مزارعو سجين الكوم ومحلة روح أن التطعيمات التى تلقتها مواشيهم جائت بنتائج عكسية ، وبدلا من ان تحافظ على سلامة المواشي تزايدت معدلات الاصابة ، واشاروا الى انهم احتاروا فى أمرهم والكثيرون يذبحون مواشيهم لبيعها الى تجار اللحوم خوفا من نفوقها ممايدمر الثروة الحيوانية وبدلا من دعم مربى الماشية لمواجهة الغلاء وتناقص المعروض من اللحوم .. نجد أن هناك خسارة فادحه تنتاب أغلب المربين وهم من الفلاحين البسطاء الذين يعتمدون عليها كمصدر دخل اساسى.
واستغل تجار الدواجن الازمة ورفعوا أسعار اللحوم البيضاء بالأسواق بنسبة 40% وظهرت سوق إحتكارية جديدة توازى ماكان موجودا فى سوق اللحوم ماقبل الأزمة . وشدد الفلاحون بمركزى قطور والمحله الكبرى على ضرورة توفير الدعم المناسب لتلك الثروه التى تعانى الكثير من المشكلات ومنها إرتفاع تكلفة التربية والأمراض التى تنهك مواشيهم . وغياب الرؤيه السليمة فى برنامج المكافحة العشوائى بالوحدات البيطرية والذى لم يفعل شيئا.. بل تزايدت معد لات الاصابه وهو أمربالغ الخطورة على مستقبل الثروة الزراعية وإقتصاديات الاسر البسيطة بريف الغربية. وأكد المهندس وائل سمير خبير فى مجال الثروة الحيوانية على أهمية وجود سياسة واضحة لدعم مربى الماشية والإهتمام بالمزارعين الذين يعانون من إ رتفاع تكلفة التربية ومستلزمات الزراعة وضعف ناتج وحصيلة مزروعاتهم وما يلحق عليها من تربية منزلية بهدف زيادة الانتاج ودعم اقتصاديات الأسر الفقيرة بالريف والتى تواجه جشع تجار السوق السوداء وغياب دور التعاونيات الزراعية التى باتت أداه فى يد كبار محتكرى مستلزمات الزراعة ومنها الأسمدة والتقاوى والمبيدات والأعلاف وباتت حياة المزارعين مآساه حقيقية تتطلب نظرة جديدة من الحكومة .
وأصدر المستشار محمد عبد القادر، محافظ الغربية، قرارًا بصرف 300 ألف جنيه لصالح مديرية الطب الوقائي لشراء أدوية لعلاج الحمى القلاعية التي أصابت المواشي بقرى المحافظة وتسبب إنتشارها في نفوق أعداد كبيرة، ويأتى ذلك بعد أن جاءت نتائج العينات التي تم أخذها من المواشي إيجابية وهومادفع عدد كبير من الأهالى بحمل الحيوانات النافقة وألقائها أمام الديوان العام وطالبوا بسرعة إتخاذ الإجراءات الآمنة والصحية لمواجهة المرض بعد أن أكدوا أن التحصينات التى حصلواعليها من الوحدات البيطرية منتهية الصلاحية وأتت بنتائج عكسية بل وزادت معها معدلات الأصابة . ولتهدئة الرأى العام كلف محافظ الغربية الدكتور محمد النعناعى لإدارة الوحدة البيطرية بأبشواى الملق وأعلان حالة الطوارئ بمديرية الطب البيطرى وتوفير الأمصال وتكثيف الدوريات على المزارع وحظائر المزارعين ومكافحة معدلات الأصابة وبيئة العدوى للقضاء على المرض سريعا ، وتشكيل 12 لجنة مقسمة على جميع منازل أبشواى الملق والقرى الأخرى بقطور لتحصين الحيوانات ضد مرض الحمى القلاعية وحصر الحيوانات المصابة تمهيدا لصرف التعويضات اللازمة للمضارين وأكد الدكتوروفيق نجم، وكيل الوزارة لقطاع الطب البيطري بالغربية، أنه تم فرض حالة طوارئ بالطب البيطري على مستوى المحافظة عقب ظهور نتائج العينات، موضحًا بدء علاج الأعراض التي ظهرت على الحيوانات المصابة وتحصينها متهمًا الأهالى بأنهم السبب، وذلك نتيجة إهمالهم فى تحصين مواشيهم وندرس تعويض المزارعين ومكافحة توطن المرض والعدوى ، وبحث سبل المواجهة والتخفيف من وطأة الخسائر التى منيت بها أغلب أسر المربين والمزارعين بقرى الغربية .