سيطرت الأنباء الخاصة بالعصيان المدني الذي دعت إليه بعض القوى الثورية على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة صباح الجمعة، بجانب تطورات قضية تمويل منظمات المجتمع المدني والتي صعدت إلى الواجهة مجددًا مع تصاعد الضغوط على مصر. كما واصلت الصحف متابعتها لتداعيات أحداث بورسعيد، مشيرة إلى أن لجنة تقصي الحقائق البرلمانية ستكشفت عن أسماء المتورطين في الأحداث يوم الأحد المقبل، في تقريرها الذي الذي ستقدمه للمجلس. وسعت الصحف إلى نشر تقارير الطب الشرعي للضحايا والمصابين، خاصة بعدما رفض أهالي القتلى تشريح جثامينهم، كما تحدثت عن تداول حديث في أروقة السياسة المصرية عن احتمال استقالة حكومة الدكتور الجنزوري من منصه، فضلاً عن حديث عن أن جماعة الإخوان المسلمين ربما تسعى إلى تقديم الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب، بدلاً من الدكتور كمال الجنزوري. كما اهتمت بالأنباء التي تحدثت عن موافقة النيابة الأسبانية بشأن الطلب المصري الخاص بتسليم حسين سالم إلى مصر، وتابعت الصحف عودة انتشار الجيش في جميع المحافظات والذي يأتي لاعادة الانضباط وهيبة الدولة. وأبرزت صحيفة (الأهرام) تأكيد المجلس الأعلي للقوات المسلحة على أن مصر لا تخضع لهيمنة أي جهة، وأن العلاقات الدولية المصرية سواء مع الولاياتالمتحدة أو غيرها، تحكمها المصلحة المشتركة لا مصلحة طرف علي حساب الآخر. على الصعيد العربي، لايزال المشهد في سوريا متصدرًا لأحداث المنطقة وذلك مع استمرار نزيف الدماء بالبلاد إذ واصلت لليوم الرابع علي التوالي مدرعات ودبابات الجيش السوري قصف مدينة حمص وريف دمشق بالصواريخ وقذائف المورتر، وأشارت الصحف إلى مساع عربية لاعادة بعثة المراقبين بالتعاون مع الأممالمتحدة. وفي متابعتها لأخبار بلدان الربيع العربي، نقلت صحيفة (الأهرام) تصريحات للدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية اليمنية والذي تحدث عن الاستعدادات في بلاده للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 فبراير الحالي. ودوليًا، تابعت الصحف تطورات الأوضاع بمنطقة الخليج على خلفية توتر العلاقات بين ايران وأمريكا، لافتة إلى أن طهران رفضت سياسة العصا والجزرة الأمريكية وتؤكد استعدادها للانتقام. ونقلت الصحف عن مصادر في الإدارة الأمريكية أمس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو بالإنتظار وإعطاء الفرصة للعقوبات الدولية المفروضة علي إيران أن تحدث تأثيرها، وذلك بعد صدور تقارير تشير إلي إحتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية منفرده ضد إيران. كما اهتمت الصحف بتطورات الأوضاع في إسرائيل حيث دخل الإضراب العام في إسرائيل يومه الثاني أمس بعد فشل المفاوضات بين اتحاد نقابات العمال الهستردوت والحكومة مجددا في حل أزمة العمالة المؤقتة بالبلاد. وشددت صحيفة (الأهرام) على أن مصر كبيرة وعظيمة بأكثر مما يتصور أعداؤها وحتى أبناؤها، مؤكدة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الجمعة أن مصر لن تركع أبدا لكن أبناءها مطالبون بأن يجعلوها تنتقل من مسألة الخوف من الخضوع للآخرين إلى تصدر الصفوف الأمامية للدول بمعنى آخر، لا يكفى أن تمنع بلادها من السقوط بل علينا أن نأخذ بها إلى الصدارة وهذا هو التحدى . وأشارت الصحيفة فى هذا الصدد إلى تصريحات الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء بهذا الشأن والتي قال فيها: إن مصر لن تركع بإذن الله بفضل وحدة أبنائها شبانا وشيوخا وأحزابا وإئتلافات، وبالتأكيد ، فإن كل المصريين مع الدكتور الجنزورى فى أن مصر لن تركع رغم الظروف المأساوية التى تمر بها. ومضت الصحيفة قائلة إنه إذا ناقشنا المسألة بهدوء لتعين علينا أن ندرك أن عدم ركوع مصر ، وهو ما لن يحدث بإذن الله مشروطا بأدوار كثيرة نفتقدها هذه الأيام ، ومصر لن تركع عندما تعود عجلة الإنتاج للعمل من جديد ويتحسن إقتصادها بحيث لا تصبح تحت رحمة صندوق النقد الدولى والدول الكبرى التى تمارس نفوذا عليه . وتابعت الصحيفة: مصر لن تركع عندما يصبح القانون فيها هو السيد وليس الإنفلات الأمنى ومحاولة البعض أخذ القانون بأيديهم وهى لن تركع أيضا عندما يتم التعامل بالمساواة بين الجميع أمام المحاكم سواء كان المتنعم رئيسا سابقا أو مواطنا عاديا. وأشارت الصحيفة إلى أن أمورا عديدة حدثت خلال الفترة الأخيرة جعلت كثيرا من المصريين يضعون أياديهم على قلوبهم خوفًا مما تخبئه الأقدار لبلادهم وأصبح الجميع يستيقظون على كارثة أو أزمة دون أن يعرفوا لها سببا وللاسف تتكرر مثل هذه الكوارث والمأسى دون أن نتعلم منها شيئا. وأكدت أن ما سيحدث غدًا والأيام التى تليه يؤكد أن سفينة البلاد تسير بلا شراع أو بوصلة لتوجيهها فلا أحد يعرف ماذا سيحدث هل سيكون هناك عصيان مدنى يشل حركة الإنتاج والعمل والدراسة؟ أم أن بعض المصريين سيمارسون حركة الإنتاج والعمل والدراسة أم أن بعض المصريين سيمارسون حقهم الدستورى ولكن فى إطار حضارى لا يضر بالبلاد، وهل المبالغة فى إتخاذ الإحتياطات الأمنية كنشر المدرعات فى الشوارع من شأنه حفظ الأمن أم إثارة القلق بشأن ما يمكن أن يحدث؟. من جهتها، اعتبرت صحيفة الجمهورية فى تعليقها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخطىء خطأ فادحا لو تصورت أن مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة هي مصر التي حكمها نظام فاسد مستبد يستمد جبروته من مساندة القوي الأجنبية التي لا تريد لمصر مكانة الريادة والتي تتمتع بها في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي ولا تريد للمواطن المصري حرية وكرامة وعدالة اجتماعية ترفع مستوى المعيشة وتحقق التنمية والتقدم . وأشارت إلى أن التهديدات الأمريكية فارغة المحتوى ولن تجبر مصريًا واحدًا على التنازل عن استقلالية قراره وسيادته على أرض رقابية لكل نشاط أجنبي على ترابها لضمان حماية أهداف الوطن ومصالحه وإفشال أي مؤامرات تهدده خاصة من جانب قوى دولية لم تخف على المدى البعيد والقريب عداءها لكل ما تملكه مصر من مكانة وريادة ومبادىء سامية. اقرأ ايضا: ''الحرية والعدالة'' يبدأ مشاورات إقالة ''الجنزورى'' وتشكيل حكومة ائتلافية