وجه فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية كلمة للشعب المصري العظيم أكد فيها أن مصر التي جعلها الله بلد الأمن والسلام عبر التاريخ، ومنذ بدء الخليقة وجعلها في رباط دائم تستحق منا جميعا الحرص على وحدتها وتماسكها، وأنه يجب علينا جميعاً التمسك بأداء الواجب وعدم تعطيل المصالح التي لا تؤدي في النهاية إلا إلى العبث بمقدرات هذا الوطن وتعطيل مصالح العباد. وأشار فضيلته إلى أننا نعيش لحظة فارقة من تاريخ وطننا الحبيب نشهد فيها أحداثا جساما ترسم خارطة مصر المستقبلية، وتتصاعد بين الحين والآخر إحداث فوضى وترويع وسلب ونهب وقتل دخيلة على شعب مصر العريق وعلى تاريخه الحضاري المجيد وعلى أخلاقه ودينه الوسطي، وتتناقض مع كل القيم والمبادئ الحقيقية التي قامت عليها الثورة ضد الظلم والاستبداد والتي تستهدف نشر الفوضى وتشويه صورة الشعب المصري العظيم.
وإزاء هذه الأحداث أكد فضيلة المفتي على حرمة إراقة الدم المصري، مشددا على الضرب بيد القانون لكل من تسول له نفسه إشاعة الفوضى والإفساد في الأرض أيا كان، مؤكدا أنه لا أحد اكبر من وطننا العزيز مصر.
وأكد فضيلته أن الخطر الداهم في هذا الوقت العصيب والذي يمكن أن يهدد البلاد والعباد هو أن يتقاتل أبناء الوطن الواحد فيما بينهم، وأن تتلوث يد الأخ بدماء أخيه. وشدد مفتي الجمهورية على أن واجب الوقت يقتضي أن يتعاهد الشعب المصري بكل فئاته وتياراته على حفظ الدماء والأموال والأعراض، وعدم التعدي على حقوق الآخرين والمحافظة على أمن الوطن الذي هو أمن كل مصري، وأن نلتزم السلم وأقصى درجات ضبط النفس في كل المواقف، وأن يعمل كل إنسان بكامل طاقته حتى لا تغرق سفينة الوطن، وتكمل مسيرتها للنهضة المنشودة.
وأهاب فضيلة المفتي بكل مصري أن يرعى الله تعالى ويتقيه ويبذل كل جهد لإعادة الأمن وحفظ الأمان والسعي بكل ما أوتي من قوة في الانتقال بالبلاد والعباد إلى النهضة المنشودة، وخص بهذه الدعوة كل الفاعلين في الشأن العام من الثوار والجهات التنفيذية والمسئولين عن إدارة البلاد.
ودعا فضيلته كل القوى الوطنية أحزابا وأفرادا إلى العودة للتوافق وتنحية نقاط الاختلاف جانبا حتى نخرج بسفينة مصر لبر الأمان، مضيفا أنه لن يتأتى ذلك إلا بالمصارحة والمكاشفة والمحاسبة، لافتا أن وسائل الإعلام فى مصر ينبغي أن تتحرى الدقة والحقيقة فى كل ما تبثه على الناس وأن يقوموا بدورهم الحقيقي تجاه وطنهم مصر في التوعية حتى لا ننجر لفتنة قد تودي بكل أمالنا وأحلامنا.
وأضاف فضيلته أن الواجب علينا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن أن نجلس سويًّا لكي نقيم ونقوم أداءنا سلبًا وإيجابًا، بحيث نعالج السلبيات، ونُعلي من الإيجابيات، ونقدم الحلول ونحاول جاهدين أن نعمل سويًّا من أجل الانطلاق في البناء والتعمير والتنمية وإزاحة الفساد بكل أشكاله وتحقيق الأهداف الحقيقية للنهضة المنشودة للبلاد والعباد وعلينا أيضًا أن نعلم الناس ونربيهم على ثقافة الأخذ بالأسباب؛ لأنه لن تتم أي نهضة في بلادنا إلا بالسواعد المصرية المخلصة، والاستفادة من الخبرات الهائلة للمصريين الموجودين بالداخل والخارج فهم ثروة مصر الحقيقية.
وفي نهاية كلمته أوصى فضيلة المفتي كل المصريين بالدعاء لمصر أن يحفظها رب العزة، وأن تظل دائما وأبدًا بلد الأمن والأمان والخير والرخاء.