وصف الكاتب فريد زكريا الادعاءات الاسرائيلية بأن الربيع العربي سيعود بالعالم العربي الى الخلف وأنه سيأتي بقوى معادية للغرب وللديمقراطية والليبرالية واسرائيل بأنها تكهنات غير صحيحية ولا تستند الى قرائن موضوعية. وقال زكريا في مقال له بالموقع الالكتروني لقناة سي. ان. ان الأمرييكية, أن تلك التكهنات التي جرت على ألسنة مسؤلين اسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كلام غريب لايستند الى منطق في ظل ما يجري من أحداث في المنطقة. وذهب زكريا الى أن "القوى الاسلامية المعتدلة التي جنت مكاسب سياسية في مصر وتونس والمغرب قد تعهدوا بالحفاظ على حقوق الأقليات واحترام وتعزيز المباديء الديمقراطية والالتزام بسيادة القانون ", لذا فانه ليس هناك حتى الأن ما يبرر الخوف منهم. واضاف زكريا الى أن صعود السلفيين اليمينيي التوجه في مصر بتوجهاتهم الشديدة التحفظ والتي سيحاولون أن يفرضوها على المجتمع لا يعني بالضرورة أنهم غير ديمقراطيون. ورأى الكاتب ان الاسلام السياسي هو اللغة التي كانت الشعوب التي ترزح تحت خكم الانظمة الديكتاتورية لعقود تقاوم طغيان الشمولية من خلالها وهو ما تسبب في اعطاء تلك القوى هالة ايجابية وساعدهم على اكتساب شعبية أفادتهم في انتخابات ما بعد سقوط الحكام الشموليين. وطرح زكريا تساؤلا: هل سينجح الاسلاميون في صياغة فلسفة متكاملة للحكم يستطيعون بها اقناع الناس في بلادهم, مجيبا بأنهم يستطيعون فعل ذلك اذا نجحوا في أن يكونوا أكثر مرونة واعتدالا وأقل تطرفا. ولفت الكاتب الى أن قوى الاسلام السياسي بتجاربها في بلدان كثيرة مثل اندونيسيا و باكستان أثبتت أن الهالة التي تحيط بتلك القوى تذبل و تخبو بعد سقوط الحكام الشموليين لأنهم كانوا يستمدوا قوتهم من معارضتهم لهم. وأضاف الكاتب أن الموقف الحاد من اسرائيل في أوساط الشعوب العربية و خصوصا مصر ما بعد الثورة شيء طبيعي و متوقع, ولا يدل بالمرة على أن تلك الشعوب في اتجاههم الى منحى غير ديمقراطي بل يدل على أن الديقراطية في تلك البلاد في حالة عمل, لأن تلك الشعوب كانت لديها تلك المشاعر المكبوتة منذ عقود وكانت أمريكا تقوم برشوة الحكام الطغاة أو تهديدهم حتى لا تظهر تلك المشاعر. وأكد زكريا الى أن تلك المشاعر لا تعني أن مصر أو تونس قد يدخلا في حرب مع اسرائيل, لأنه من بين أهم المتغيرات التي جاءت بها الثورات العربية أن كل دولة اصبحت مشغولة وقلقة حيال ما يعتمل في داخلها. وقال: "اذا ذهبت الى مصر الأن فستجد الناس يتحدثون فقط عن شؤونهم الداخلية". اقرأ ايضا: ماضي: لن نسمح بوضع الدستور الجديد على هوى فصيل واحد حتى لو كان أغلبية