توافد على ميدان التحرير في الساعات الأولى من منتصف ليل مليونية ''الإنقاذ الوطني''، التي دعا إليها عدد من الأحزاب والقوى السياسية، أعداد كبيرة من والمواطنين من مختلف فئات الشعب المصري، وبدأ المتظاهرون في تنظيم أنفسهم وشكلوا لجانا شعبية أكثر تنظيما عن التي كانت تعمل طوال الأربعة أيام الماضية. وجرى تطورا ملحوظا في إجراءات تأمين الميدان، حيث امتد دور اللجان الشعبية إلى تأمين المنشآت الحيوية الواقعة في نطاق ميدان التحرير من خلال تكوين ''دروع بشرية''، أمام المتحف المصري، ومجمع التحرير ضد أية هجمات محتملة لأية عناصر مدسوسة، على حد تعبيرهم، فيما تولى تأمين الجامعة الأمريكية عدد من موظفيها. ودخلت العناصر النسائية الشابة في تكوينات اللجان الشعبية على مداخل ومخارج الشوارع المؤدية للميدان، لتشهد اختلافا في التركيبة العامة عن مليونية جمعة المطلب الواحد الأخيرة والتي سيطر عليها التيار الإسلامي. وانتشرت العيادات الطبية بكافة أرجاء الميدان، وتمركزت نقاطها في الصينية الرئيسة بالحديقة العامة، والمنطقة الموجهة للجامعة الأمريكية، فضلا عن استخدام مداخل مترو الأنفاق بمحطة السادات كوحدات طبية لعلاج المصابين. وفى نفس الصدد، قام عدد من المتظاهرين المتواجدين بميدان التحرير بإنشاء مناطق ممرات آمنة لدخول وخروج سيارات الإسعاف التي انتشرت في أنحاء الميدان. وشهد ميدان التحرير تنظيم عددا من المسيرات الحاشدة التي طافت أرجاء الميدان، طالبت بتسليم السلطة إلى حكومة إنقاذ وطني، والتنديد بالعنف ضد المدنيين، فيما انتشرت ظاهرة المنشورات مجهولة المصدر وغياب البيانات الصادرة عن القوى والائتلافات السياسية، على غير المعتاد، التي تدعو المواطنين إلى المشاركة في مليونية ''الإنقاذ الوطني''. وفى مشهد متصل، شهدت محطة السادات بمترو الأنفاق ازدياد مدة التقاطر في عربات المترو لنقل المواطنين وسط حالة من الارتباك والغياب الأمني نتيجة أحداث الميدان، وقد انتشرت على جدران المترو الشعارات المنددة بالعنف ضد المدنيين لتحل تلك الشعارات بديلا عن أماكن الإعلانات، وسط امتلاء الساحات الداخلية للمترو بالغازات المسيلة للدموع ولجوء المواطنين والموظفين إلى استخدام الكمامات. ووصف عدد من مسئولي المحطة حالة المحطة الرئيسية التي تربط الخطين الأول والثاني بأنها جيدة إلى حدما وسط الانفلات الأمني وعدم وجود تأمين أمنى عليهم شخصيا.. داعيا إلى وجود تعزيزات من وزارة النقل للمساهمة إلى وصفوه ب''الضغط غير المعتاد''. كما تأثرت حركة البيع والشراء بمحلات وسط البلد، والشوارع المودية إلى الميدان مع أحداث الساعات الماضية، حيث انتشر بيع الأقنعة الواقية التي تراوحت أسعارها مابين 4 - 20 جنيها للواحد، والنظارات الواقية ضد الغازات المسيلة للدموع 5 جنيهات، الصناعات الجديدة جاءت جانبا إلى جانب مع الصناعات التقليدية التي تشهد تواجدا على الأرصفة وفراشات الباعة الجائلين ، فيما لجأ عدد من أصحاب المحلات إلى إغلاق واجهات محلاتهم.