شهدت الساعات الأولى من منتصف ليل مليونية الإنقاذ الوطنى التى دعا إليها عدد من الأحزاب والقوى السياسية تحولا ملحوظا بخريطة ملامح ميدان التحرير ، والذى يتوافد عليه حتى الآن أعداد كبيرة من المتظاهرين . ورصدت جولة ميدانية تطورا فى الشكل الميدانى مع امتداد دور اللجان الشعبية إلى تأمين المنشأت الحيوية الواقعة فى نطاق ميدان التحرير من خلال تكوين ما اسموه" بدروع بشرية أمام المتحف المصرى ومجمع التحرير ضد أية هجمات محتملة لأية عناصر مدسوسة ، على حد تعبيرهم، فيما تولى تأمين الجامعة الأمريكية عدد من موظفيها. ودخلت العناصر النسائية الشابة فى تكوينات اللجان الشعبية على مداخل ومخارج الشوارع المؤدية للميدان، لتشهد اختلافا فى التركيبة العامة عن مليونية جمعة المطلب الواحد الأخيرة والتى طغا عليها التيار الإسلامى. ميدانيا انتشرت العيادات الطبية بكافة أرجاء الميدان ، وتمركزت نقاطها فى الصينية الرئيسة بالحديقة العامة ، والمنطقة الموجهة للجامعة الأمريكية، فضلا عن استخدام مداخل مترو الأنفاق بمحطة السادات كوحدات طبية لعلاج المصابين. وفى نفس الصدد، قام عدد من المتظاهرين المتواجدين بميدان التحرير بانشاء مناطق ممرات آمنة لدخول وخروج سيارات الإسعاف التى انتشرت فى أنحاء الميدان وشهد ميدان التحرير تنظيم عددا من المسيرات الحاشدة داخل الميدان التى تطالب بتسليم السلطة إلى حكومة إنقاذ وطنى، والتنديد بالعنف ضد المدنيين ، فيما انتشرت ظاهرة المنشورات مجهولة المصدر وغياب البيانات الصادرة عن القوى والائتلافات السياسية، على غير المعتاد، التى تدعو المواطنين إلى المشاركة فى مليونية غد. وفى مشهد متصل ، شهدت محطة السادات بمترو الأنفاق ازدياد مدة التقاطر فى عربات المترو لنقل المواطنين وسط حالة من الارتباك والغياب الأمنى نتيجة أحداث الميدان، وقد انتشرت على جدران المترو الشعارات المنددة بالعنف ضد المدنيين لتحل تلك الشعارات بديلا عن أماكن الإعلانات، وسط امتلاء الساحات الداخلية للمترو بالغازات المسيلة للدموع ولجوء المواطنين والموظفين إلى استخدام الكمامات.