صنعاء (رويترز) - استدعى اليمن سفيره لدى قطر وسط خلاف بشأن خطة خليجية تقضي بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع تجدد التظاهرات ضد الحكومة في عدن وتعز يوم السبت. وقال مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية لرويترز طلب عدم نشر اسمه "استدعي السفير للتشاور." ومرت مسيرة شارك فيها عشرات الالاف في مدينة تعز الجنوبية بسلام بعد ان وقفت وحدات من الجيش موالية للواء علي محسن الذي يدعم الاحتجاجات بين الحشود وقوات الامن بما حال كما يقول سكان في تعز بين وقوع الاشتباكات. وتحول احتجاج في وقت لاحق من يوم السبت شارك فيه عدة مئات من المتظاهرين الى العنف عندما حاول المتظاهرون اقتحام حاجز للشرطة وفتحت قوات الامن النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق التجمع. وقال طبيب بمستشفى ان 13 شخصا اصيبوا وان اصابة احدهم خطيرة فيما تلقى 190 شخصا العلاج بعد استنشاقهم للغاز المسيل للدموع. ورفض صالح الذي يواجه احتجاجات لم يسبق لها مثيل يشارك فيها مئات الالاف امس الجمعة خطة تتضمن انهاء حكمه الفردي المستمر منذ 32 عاما. وقتل خمسة اشخاص واصيب العشرات عندما اشتبك المحتجون مع الشرطة. وفي البداية قبل صالح عرضا من السعودية ودول خليجية اخرى لاجراء محادثات مع المعارضة في اطار مجلس التعاون الخليجي. وتبنى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي قال ان مجلس التعاون الخليجي سيعقد اتفاقا يتضمن تنحية صالح لهجة مصالحة عندما قال اليوم السبت ان مجلس التعاون الخليجي يريد المساعدة فقط. وقال الشيخ حمد لقناة الجزيرة "انا استغرب ان الموضوع تحول وكانه مشكله قطرية او تدخل قطري نحن نحترم اي دولة وخاصة الدول العربية ولا نتدخل في شؤونها لكن هذا تم بناء على طلب يمني من دول مجلس التعاون وقطر جزء من دول مجلس التعاون." وأضاف ان التركيز يجب أن يكون على المشكلة في اليمن وان الرئيس اليمني والجميع في اليمن يعرفون مدى احترامه وتقديره لهم. وأشار الى ان دول مجلس التعاون الخليجي ستجتمع في السعودية يوم الاحد لمناقشة المبادرة الخاصة باليمن. وقال صالح امام حشد جمع عشرات الالاف من مؤيديه في العاصمة صنعاء انه لا يكتسب شرعيته من قطر أو غيرها وانه يرفض هذا التدخل. ويتزايد شعور المحتجين بخيبة الامل تجاه المأزق الحالي. وقتل 26 شخصا على الاقل في اشتباكات مع قوات الامن هذا الاسبوع. وانشق محسن عن صالح منذ اسابيع وتقوم القوات الموالية له بحماية الاعتصام في صنعاء لكنه قال اكثر من مرة انه لا يطمح لتولي السلطة. وتجمع مئات الشبان ومن بينهم تلاميذ مدارس قاطعوا الدراسة في مسيرة في عدن الميناء الرئيسي في الجنوب اليوم السبت وعطلوا المرور وطالبوا المحال التجارية بغلق ابوابها احتجاجا على استمرار حكم صالح. وقال سكان ان الشرطة اطلق النار في الهواء لتفريق المحتجين. ولم ترد تقارير اولية عن وقوع اصابات. وحتى قبل الاحتجاجات التي تستلهم الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي كان صالح يكافح للتصدي لتمرد انفصالي في الجنوب وتمرد للشيعة في الشمال وهي أعمال عنف أعطت مجالا أوسع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له للعمل. وتثير هذه العوامل القلق بشأن الاستقرار في بلد يقع في مكان حيوي من المسار البحري الرابط بين اوروبا واسيا الذي يمر منه اكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. ويعيش نحو 40 في المئة من سكان اليمن على أقل من دولارين يوميا كما يعاني ثلث السكان من الجوع المزمن. ويقول المحتجون ان الفقر والفساد المتفشي هما اللذان قادا الى اندلاع الاحتجاجات قبل شهرين.