يقوم وزير الصناعة الياباني السبت باول زيارة لمسؤول حكومي الى محطة فوكوشيما النووية المنكوبة منذ بدء الازمة فيها قبل حوالى شهر. وفي شمال شرق الارخبيل حان وقت اعادة الاعمار بعد الزلزال المروع والتسونامي الهائل الذي تلاه في 11 اذار/مارس واللذين خلفا حوالى 28 الف قتيل ومفقود. وبانكي كاييدا سيكون اول عضو في حكومة يسار الوسط يزور فوكوشيما وسيرتدي بدلة خاصة واقية ليلتقي العمال والفنيين المئة الذين يواصلون العمل ليل نهار منذ اكثر من اربعة اسابيع في محاولة لتجنب وقوع كارثة نووية قد تكون اخطر من كارثة تشرنوبيل عام 1986. وقال متحدث باسم وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة المسؤولة عن المفاعلات النووية ال59 في اليابان، ان كاييدا يريد الاطلاع شخصيا على العمليات الجارية في المحطة. واضاف ان الوزير الياباني "سيعبر عن دعمه لعمال فوكوشيما داييشي وسيقوم بتقييم الوضع على الارض". كما سيزور "القرية جي" المجمع الرياضي الضخم الذي يستخدمه الموظفون العاملون في المحطة قاعدة خلفية. وتقع هذه المباني داخل منطقة الحظر المفروضة في دائرة شعاعها عشرين كلم حول الموقع والتي تم اخلاؤها من السكان بسبب ارتفاع مستويات النشاط الاشعاعي فيها. واصيبت اربعة من مفاعلات محطة فوكوشيما-1 الستة باضرار في 11 اذار/مارس بعدما اجتاحتها موجة تسونامي بارتفاع 14 مترا اثر الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات وكان الاعنف في تاريخ اليابان. وتعطلت جميع خطوط الامداد بالتيار الكهربائي وانظمة التبريد في المحطة بما في ذلك مولدات الطوارئ، فبدأت ترتفع حرارة قضبان الوقود ودخلت في عملية انصهار ما اثار انفجارات ادت الى تسرب مياه مشعة من المحطة. وتم صب كميات من مياه البحر ثم المياه العذبة على المنشات لخفض الحرارة ووقف عملية الانصهار، غير ان اشغال اعادة التيار الكهربائي واعادة تشغيل مضخات التبريد تتقدم ببطء شديد ولا سيما بسبب وجود مياه عالية الاشعاع في المباني. واقر المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو الجمعة بان الوضع "غير مستقر" حتى الان وانه من الصعب في الظروف الحالية التكهن بجدول زمني لتفكيك المحطة. وعرضت مجموعة توشيبا اليابانية تفكيك المفاعلات الستة في المنطقة في غضون عشر سنوات. من جهة اخرى باشرت شركة طوكيو للكهرباء (تيبكو) مشغلة المحطة منذ الخميس ولعدة ايام ضخ كميات من الازوت في المفاعل الاول لمنع وقوع انفجار للهيدروجين. ومن الممكن تطبيق العملية ذاتها على المفاعلين الثاني والثالث. ومن المقرر اخيرا الانتهاء من عمليات تصريف 11500 طن من المياه الضعيفة الاشعاعات في المحيط الهادئ مساء السبت بحسب تيبكو. وسيوزع صندوقان خيريان على المنكوبين في شمال شرق البلاد مبلغا اوليا قدره 350 الف ين (2800 يورو) عن كل فرد من العائلة قتل او فقد وكذلك لقاء خسارة مساكنهم، ويتولى صندوقان خيريان دفع هذه المبالغ. واعلنت الشرطة الوطنية السبت عن حصيلة لا تزال موقتة وصلت الى 12876 قتيلا و14865 مفقودا يعتقد ان التسونامي جرف جثثهم. ومن المقرر ان تشكل الحكومة اعتبارا من الاثنين بعد مضي شهر بالتمام على الكارثة، لجنة خاصة مكلفة تنظيم اعادة الاعمار في منطقة توهوكو (شمال شرق). وعرض الاتحاد الياباني لارباب العمل "كيدانرين" تصنيف هذه المنطقة "منطقة خاصة" معفية من الرسوم والضرائب لفترة ثلاث سنوات.