''سعيد جداً بتواجدي بين أهلي من الفلاحين''.. بهذه الكلمات افتتح الدكتور محمد البرادعي، المُرشح المُحتمل لرئاسة الجمهورية، لقائه مع وفد ممثلي فلاحي مصر عن الصعيد والوجه البحري والنقابة العامة للفلاحين، والذي انعقد اليوم الاثنين، بدار الخدمات النقابية بالقاهرة، في حضور جورج إسحاق، شاهندة مقلد، القياديين بالجمعية الوطنية للتغيير. وشدد البرادعي على ضرورة التحرك السريع نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير الحياة الآمنة لكل مصري، مطالباً بعدم الانتظار لحين تشكيل مجلس الشعب الجديد واختيار الحكومة المنتخبة ووضع الدستور، وأضاف: ''إذا لم ننجح في تحقيق العدل الاجتماعي والعيش الكريم للمواطنين في أسرع وقت، فكأن الثورة لم تنجح''. وتابع البرادعي حديثه لفلاحي مصر قائلاً: ''أنا هنا اليوم من أجل الاستماع لكم، لأن نهضة مصر لن تتحقق إلا بمشاركة الفلاحين والعمال''، داعياً إلى وضع مجموعة من المطالب والاقتراحات لتشكيل قائمة موحدة تكون جديرة بإصلاح النظام الزراعي في مصر، وجزءً من برنامج ''نهضة مصر'' الذي يشرف عليه الدكتور محمد البرادعي. بدورهم قام عدد من فلاحي مصر، الذين حضروا اللقاء، بعرض مجموعة من المشكلات والمطالب، جاء في مقدمتها: ''تطهير وزارة الزراعة وهيئة الإصلاح الزراعي من فلول الحزب الوطني وبقايا النظام السابق، تعديل قانون الإصلاح الزراعي، إنشاء نقابة مستقلة للفلاحيين وإدخالهم تحت مظلة التأمين الصحي، تخفيض أسعار الأسمدة والتقاوي والكيماويات، حل مشكلات الري''، وأخيراً إعادة الاعتبار للفلاح، كما وصف أحد المشاركين. من جانبه طالب المستشار حسن شعبان، وزير الزراعة في حكومة الوفد الموازية ومساعد رئيس الحزب ونائب النقيب العام للنقابة العامة للفلاحين، بتمليك بنك الائتمان الزراعي للفلاح المصري، مضيفاً: ''قانون الإصلاح الزراعي الذي تم وضعه لخدمة الفلاح، أصبح سيفاً مسلط فوق رقبته''. فيما طالب الدكتور عفيفي، رئيس لجنة البحوث الزراعية بالنقابة العامة للفلاحين، بإنشاء بنك للفلاحين؛ يصبح كيان مالي مستقل بعيداً عن الحكومة، مضيفاً: ''نحن نريد أن نجعل من الفلاح أداة حقيقة لخطة تنمية شاملة في مصر''. كما طالب ب''تنقية وزارة الزراعة من الفاسدين''، قائلاً: ''الثورة لم تصل لوزارة الزراعة التي لايزال الفساد بها يرتع''. من جهته أوضح البرادعي، أن لقائه بفلاحي مصر عبارة عن بداية لسلسة من اللقاءات مع كافة فئات المجتمع وعلى رأسهم الفلاحين والعمال، قائلاً: ''إن النظام السابق ترك البلاد في وضع سيء للغاية، مهمتنا الآن تتمثل في أن نتحد ونضع الحلول معاً لنعبر الطريق''. وأكد الحائز على جائزة نوبل، على أن الثورة المصرية لم تقم من أجل الحرية فقط، وإنما لتحقيق العدالة الاجتماعية أيضاً، وأردف: ''عندنا سكة طويلة في الانتقال الديمقراطي نحو الوطن الجديد الذي نادت به الثورة، ويجب أن مضي في الطريق معاً''. وحول سؤال مصراوي، عن متى ينتهى الدكتور محمد البرادعي من إعداد برنامجه الانتخابي تحت شعار ''نهضة مصر''، قال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: ''في خلال شهر أو اثنين يمكن الإعلان عن البرنامج، ولكني الآن أحاول أو أتواصل مع الجميع لكي يعبر البرنامج عن الواقع بمشاركة المواطنين، وليس أساتذة الجامعات والخبراء فحسب''. وعن موقفه من نسبة ال50% للعمال والفلاحين بمجلس الشعب، قال البرادعي: ''بلا شك العامل والفلاح هما ركنين أصيلين لبناء النهضة في مصر، ولا بد أن يأتي مجلس الشعب القادم معبراً عن الجميع بما في ذلك العمال والفلاحين''، وانتقد في الوقت ذاته ما وصفه ب''تزوير النسبة التمثيلية للعمال والفلاحين بمجلس الشعب، لنجد لواءات ورجال أعمال يترشحون عن هذه المقاعد''. من جانبه قال أحد الفلاحين: ''إن هذا أول مؤتمر يدعى فيه الفلاحيين ليتحدثوا ويعرضوا أفكارهم ومطالبهم، لا لكي يستمعوا ويصفقوا كما كان يفعل الحزب الوطني''، كما عبّر الرجل عن تأييده للدكتور محمد البرادعي بقوله: ''من يبحث عن قائد لثورة 25 يناير، فإنه أمامنا'' اقرأ أيضاً : العوا: إذا استمر الحكم العسكري لأكثر من سنة ''سيحدُث ما لا يُحمَد عُقباه''