أبيدجان (رويترز) - قالت مصدر عسكري غربي إن القوات الموالية للحسن واتارا الفائز في انتخابات الرئاسة في ساحل العاج شنت يوم الاربعاء هجوما ضاريا على ثكنة يتحصن فيها لوران جباجبو الذي يرفض تسليم السلطة ولكن جرى صد الهجوم على ما يبدو. واستمر القتال لليوم الثالث على التوالي بين القوات الموالية لواتار وقوات جباجبو في أبيدجان العاصمة الاقتصادية لساحل العاج. وأضاف المصدر الذي يقيم بالقرب من مقر جباجبو المحصن تحصينا قويا في أبيدجان ان القتال هدأ بعد ظهر يوم الاربعاء وان قوات واتارا تعيد تنظيم صفوفها. وأضاف المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن شخصيته "حسبما فهمت حاولوا السيطرة على مقر جباجبو هذا الصباح. الهجوم أخفق." ونفت متحدثة باسم واتارا أن قواته تراجعت لكن لم يكن في وسعها أن تحدد ما اذا كان القتال مستمرا. وقال سكان في وقت سابق انهم سمعوا أصوات نيران أسلحة ثقيلة نارية حول المقر الذي تحرسه ميليشيا من الشباب وحرس الرئاسة الموالي لجباجبو. وقال الفريد كواسي الذي يعيش قرب مقر اقامة جباجبو في كوكودي لرويترز "القتال محتدم هنا.. الانفجارات شديدة جدا.. المبني الذي أقيم فيه يهتز." وأضاف "بامكاننا سماع نيران الاسلحة الالية وأيضا دوي الاسلحة الثقيلة من مقر الاقامة. انهم يطلقون النيران على القصر. السيارات تتحرك مسرعة في جميع الاتجاهات وكذلك المقاتلون." واستطاع كواسي أن يرى دبابات فرنسية في الشارع ولكن لم يعرف ما اذا كانت تشارك في الهجوم. وقال الجيش الفرنسي ان قواته لا تشارك في الهجوم يوم الاربعاء خلافا لهجوم سابق هذا الاسبوع عندما ساندت هجمات جوية شنتخا طائرات هليكوبتر فرنسية وأخرى تابعة للامم المتحدة تقدم المتمردين نحو أبيدجان. وقال الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي ان القتال استؤنف في ساعة مبكرة يوم الاربعاء بعد فشل المفاوضات التي تقودها الاممالمتحدةوفرنسا بهدف تأمين رحيل جباجبو. وقال جوبيه للبرلمان "المفاوضات التي دارت لساعات أمس ... فشلت بسبب عناد جباجبو." وقال في وقت سابق انه "لا مستقبل" لجباجبو ومن "العبث" بالنسبة له أن يتشبث بالسلطة. وتضطلع فرنسا التي كانت تستعمر ساحل العاج بدور بارز في المحادثات التي تستهدف اقناع جباجبو بتسليم السلطة لواتارا لانهاء مواجهة مستمرة منذ أربعة أشهر بسبب انتخابات الرئاسة التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني والمتنازع عليها. وحاولت قوات واتارا في وقت سابق اقتحام مقر جباجبو لكن السكان قالوا ان الميليشيا الموالية لجباجبو أبدت مقاومة شديدة رغم استجابة معظم جنود الجيش النظامي لنداء يدعوهم لالقاء أسلحتهم. وغامر مدنيون يائسون في شمال المدينة بالخروج بحثا عن المياه والطعام رغم القتال. وقالت مريم (17 عاما) "لم نستطع النوم ولم نأكل ولم يكن لدينا شيء نشربه. سنلقى حتفنا جميعا." وحكم جباجبو ساحل العاج منذ عام 2000 وتعثرت مفاوضات لاقناعه بالتنحي عندما قاوم ضغوطا من الاممالمتحدةوفرنسا للتوقيع على وثيقة يتخلى بموجبها عن المطالبة بالسلطة. وقال أهوا دون ميلو المتحدث ياسم جباجبو لرويترز يوم الاربعاء "اذا رفض جباجبو توقيع الوثائق التي قدمتها له بالامس (الاممالمتحدةوفرنسا) فان ذلك مرده أنهما اقترحا شيئا بلا أساس قانوني أو قضائي." وقال في وقت لاحق ان جباجبو يريد وقفا لاطلاق النار ومحادثات مباشرة مع واتارا. وأضاف "فرنساوالاممالمتحدة تريدان أن يرحل جباجبو أولا ولكن ذلك غير ممكن. الحل لا يمكن أن يكون الا حلا سياسيا وليس عسكريا." وكان جباجبو الذي يرفض الاعتراف بفوز واتارا في انتخابات الرئاسة في نوفمبر نفي في وقت سابق تقارير أفادت انه مستعد للاستسلام. وقال جباجبو لراديو فرنسا الدولي يوم الاربعاء "لسنا في مرحلة التفاوض. ومن أين أرحل والى أين أذهب." وقال لقناة (ال.سي.اي) التلفزيونية الفرنسية ان جيشه دعا فقط الى وقف اطلاق النار بعد أن دمرت أسلحته جراء هجمات جوية فرنسية وتابعة للامم المتحدة. وأضاف في حديث هاتفي مع القناة التلفزيونية "لست انتحاريا. أحب الحياة. صوتي ليس صوت شهيد.. كلا. كلا. كلا. لا أصبو للموت. الموت ليس هدفي." وتابع جباجبو الذي يقول دبلوماسيون انه مختبيء تحت القصر الرئاسي "حتى يعود السلام لساحل العاج يجب أن يكون هناك حديث بيني وبين واتارا.. نحن الاثنان." وصدرت اوامر للقوات الموالية لواتارا بعدم قتل جباجبو. وقال باتريك أتشي المتحدث باسم واتارا لرويترز "أعطى الحسن واتارا تعليمات رسمية بالابقاء على جباجبو حيا لاننا نريد أن يمثل أمام العدالة." وأثار تدخل فرنسا حنق جباجبو الذي أنحى على باريس باللائمة لتأييدها شمال ساحل العاج في الحرب الاهلية التي دارت عامي 2002 و2003 والذي جاء في وقت متوتر بالنسبة للدبلوماسية الفرنسية بعدما تصدر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرد العسكري الغربي على الازمة في ليبيا. وقال توسا الان المتحدث باسم جباجبو في باريس "نتهم فرنسا بمحاولة اغتيال الرئيس جباجبو." وكان الهدف من اجراء الانتخابات التي تأجلت طويلا في أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم هو انهاء الحرب الاهلية ولكن رفض جباجبو التخلي عن السلطة أغرق البلاد في عنف أودى بحياة أكثر من 1500 شخص. وقال مدعي المحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء انه يجري محادثات مع دول غرب أفريقيا بشأن احالة الفظائع التي يتردد أنها ارتكبت في ساحل العاج الى المحكمة بعد ما قيل عن حدوث مذبحة في غرب البلاد.