اربيل (رويترز) - قال رئيس بلدية حلبجة ومصادر امنية وطبية ان شرطيا واحدا على الاقل قُتل وأُصيب عدة أشخاص في اشتباكات بالبلدة الواقعة في اقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق. وتشهد المنطقة الكردية التي يسيطر عليها حزبان سياسيان على مدى عقود احتجاجات في الاسابيع القليلة الماضية للمطالبة بالحريات والقضاء على الفساد مستلهمة المظاهرات في أجزاء أخرى من الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال كوران ادهم رئيس بلدية حلبجة ان الاشتباكات وقعت في وقت متأخر من الظهيرة بينما كان المصلون يغادرون المسجد المركزي بالبلدة بعد الصلاة. وحلبجة هي البلدة التي استخدم فيها الرئيس الراحل صدام حسين الغازات السامة لقتل القرويين الاكراد. وقال ادهم لرويترز "كانت لدينا معلومات عن مظاهرة اليوم من جانب مجموعة اشخاص يحملون البنادق خططوا لاستخدام الاسلحة في المظاهرة. لذلك لن نعط اذنا رسميا لهذه المظاهرة. "هم (المتظاهرون) هاجموا الشرطة التي لم يكن بحوزتها سوى الهراوات ولم يكن معها اسلحة. المتظاهرون اطلقوا النار عليهم مما اسفر عن مقتل شرطي واصابة اثنين." وقال ادهم ان الشرطيين المصابين في المستشفى مضيفا ان احدهما اصيب بطلق ناري في الرأس والاخر في الصدر. وتابع ان الاشتباكات انتهت الان. وذكر عادل كريم مدير المستشفى الرئيسي بحلبجة ان المستشفى استقبل جثة احد افراد قوات الامن وعالج خمسة اشخاص من جروح اصيبوا بها. وقال مصدر امني كبير "المحتجون اشتبكوا مع قوات الامن في حلبجة. قتل شرطي. تسعة اشخاص بينهم محتجان اصيبوا بطلق ناري. لدينا ايضا شرطي في حالة خطيرة." وكان تلفزيون العراقية الحكومي ذكر في وقت سابق ان شرطيين قتلا. وأعلن رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني خططا هذا الاسبوع بخصوص ادخال تعديل على حكومة الاقليم واجراء اصلاحات لكن المتظاهرين يقولون ان ذلك لا يفي بمطالبهم. وقالت ناسك قادر المتحدثة باسم المتظاهرين في السليمانية ثاني كبرى مدن الاقليم ومركز كثير من الاحتجاجات في الاسابيع الماضية ان المحتجين يطالبون باستقالة رئيس بلدية حلبجة. وذكرت ان المتظاهرين ابلغوا عن اصابة عشرة محتجين بعضهم بطلق ناري وما لا يقل عن فردين من قوات الامن بجروح خطيرة وانه تم اجلاؤهم. وتتمتع حكومة كردستان العراق باستقلال شبه كامل وتحصل على تمويلها من حصة من ايرادات العراق النفطية. ويقود كل من الحزبين اللذين يقتسمان السلطة ميليشيات مسلحة سابقة تحولت بعد ذلك الى قوات الامن في الاقليم. وتجنب الاقليم العنف العرقي والطائفي الذي لف اجزاء العراق الاخرى بعد سقوط صدام حسين في 2003 لكن المحتجين يشكون من ان السلطات لا تسمح بأي معارضة تذكر وتستخدم الاموال الحكومية لابقاء الحزبين في السلطة. كما تشهد مناطق العراق الاخرى احتجاجات متأثرة بالانتفاضات التي أطاحت برئيسين لكن خارج المنطقة الكردية تراجعت هذه الاحتجاجات الى حد بعيد منذ مقتل عشرة اشخاص في يوم احتجاجي الشهر الماضي. (شارك في التغطية نامو عبد الله في السليمانية ووليد ابراهيم واحمد رشيد في بغداد)