يتوجه الرئيس الاميركي باراك اوباما من تشيلي الى السلفادور الثلاثاء للبحث في الاقتصاد والامن وهما الملفان اللذان تواجه فيهما صعوبات هذه الدولة الصغيرة في اميركا الوسطى آخر محطة في جولته في المنطقة. وفي خطاب في سانتياغو الاثنين، اشاد اوباما باميركا اللاتينية التي اعتبرها "منطقة تتقدم" و"مستعدة للعب دور اكبر في العالم"، مؤكدا انها "مهمة اليوم اكثر من اي وقت مضى" لازدهار وامن بلده. وكان اوباما اشاد قبل ايام قليلة في البرازيل المحطة الاولى من جولته التي تستمر خمسة ايام في المنطقة "بالصعود الرائع" لبلد وصل الى مصاف القوى الاقتصادية الكبرى. لكن هذا التطلع الى "اميركا لاتينية جديدة" يمكن ان يصطدم الثلاثاء بواقع السلفادور البلد الذي يشهد حتى اليوم اعمال عنف تنفذها عصابات، ويبقى معبرا للمخدرات المرسلة الى الشمال اي الى الولاياتالمتحدة. واعطى اوباما لمحة عما يمكن ان يناقشه مع الرئيس موريسيو فونيس الذي سيستقبله بعد ظهر اليوم الثلاثاء في سان سلفادور قبل ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا. وقال اوباما في خطاب خصص لسياسة واشنطن حيال اميركا اللاتينية القاه في سانتياغو "قلت بوضوح بصفتي رئيسا، ان الولاياتالمتحدة تقبل بحصتها من مسؤولية العنف المرتبط بالمخدرات". واعترف بان "الطلب على المخدرات بما في ذلك في الولاياتالمتحدة يؤجج هذه الازمة". واضاف "لكننا لن نتمكن من كسر سيطرة كارتلات المخدرات والعصابات ما لم نواجه القوى الاقتصادية والاجتماعية التي تغذي الاجرام". وتابع اوباما "علينا ان نصل الى الشبان المعرضين للخطر قبل ان يتورطوا بالمخدرات والاجرام". واعلن عن شراكات في اميركا لزيادة "(عناصر) الشرطة التي تراقب عن كثب والعدالة للشباب وبرامج الوقاية". وقال دانيال ريستريبو مستشار اوباما للشؤون الاميركية مساء الاثنين للصحافيين ان المحادثات بين الرئيس الاميركي وفونيس مخصصة "للصعوبات الكبرى التي تواجهها السلفادور". واشار خصوصا الى "الركود الاقتصادي" و"امن الافراد". واضاف ريستريبو ان "هذين المفهومين مرتبطان: كيف يمكننا مواصلة العمل معا (...) للمساعدة على انعاش الاقتصاد السلفادوري من اجل نمو دائم وتشجيع الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص على العمل لتذليل الصعوبات". وبزيارته السفادور، لا يكرم اوباما البلد الوحيد في اميركا اللاتينية الذي يستخدم الدولار الاميركي عملة رسمية فحسب، بل دولة ارسلت وحدة الى العراق ويضم قاعدة جوية لمراقبة تهريب المخدرات. والسلفادور التي دمرتها حرب اهلية من 1980 الى 1992 ديموقراطية انبثق رئيسها عن اليسار فيها. وقال الوزير الكولومبي السابق موريسيو كارديناس مدير شؤون اميركا اللاتينية في معهد بروكينغز في واشنطن ان هذه الزيارة "تشكل رسالة الى هوغو تشافيز" الرئيس الفنزويلي المعروف بخطابه المعادي للاميركيين وطموحاته الاقليمية. واضاف هذا الخبير ان اوباما "يظهر انه يمكن اقامة علاقات جيدة مع رجل يساري (...) وهذا يعزل هوغو تشافيز لان كل الدول ستفهم الرسالة وعلى الاخص الاكوادور وبوليفيا" اللتين يحكم كل منهما رئيس يساري. وسيعود اوباما الذي ترافقه زوجته وابنتاه في جولته، مساء الاربعاء الى واشنطن بعد زيارة الى موقع للمايا في السلفادور، كما قال البيت الابيض.