القاهرة 3 مارس اذار (خدمة رويترز الرياضية العربية) - تأجل مجددا عودة نشاط البورصة المصرية بعد توقف أكثر من شهر بعد احتجاجات شعبية أسفرت عن تنحي الرئيس حسني مبارك لكن من المتوقع أن البورصة الخاصة بصفقات انتقال اللاعبين في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم ستشهد تراجعا كبيرا خلال الفترة المقبلة. وتوقفت كل المسابقات الرياضية في مصر بشكل تام منذ بداية الاحتجاجات يوم 25 يناير كانون الثاني ولم يتحدد حتى الآن مصير بطولة الدوري الممتاز وهي أكبر مسابقة رياضية في البلاد وهو ما دعا البرتغالي مانويل جوزيه أنجح مدرب في تاريخ الأهلي حامل اللقب للمطالبة بسرعة استئناف المسابقة. وقال جوزيه الذي قاد الأهلي لإحراز 19 لقبا متنوعا وعاد لقيادة العملاق القاهري للمرة الثالثة في أول أيام عام 2011 "استئناف الدورى العام أمر حتمي وإلا لن تجد الأندية المبالغ اللازمة لسداد عقود اللاعبين والمدربين وهو ما سيتسبب في إفلاس العديد من الأندية." واعتاد الاتحاد المصري لكرة القدم عدم اتخاذ قرارات حاسمة في الأمور المثيرة للجدل بل انه يفضل الإعلان عن تفكيره في العديد من الاقتراحات لتكون بمثابة بالون اختبار قبل أن يبدأ في اتخاذ خطوات فعلية أو يلغي الاقتراح بناء على رد فعل الشارع الرياضي والأندية. وأعلن الاتحاد المصري أنه قرر "إعادة النظر في تخفيض مرتبات الأجهزة الفنية للمنتخبات... واعتماد مؤشر جديد لأسعار اللاعبين بالاتفاق مع الأندية ليكون بداية لنهاية المغالاة في أسعار اللاعبين." وكثيرا ما طالب نقاد وصحفيون رياضيون بوضع مؤشر لتحديد سعر صفقات اللاعبين لمحاربة المغالاة في أسعار اللاعبين لكن الاتحاد المصري أو الأندية صاحبة الميزانيات الضخمة مثل القطبين الأهلي والزمالك والأندية التابعة لقطاع البترول مثل إنبي وبتروجيت لم تلتفت مطلقا لذلك. وقال حسن المستكاوي الناقد الرياضي لرويترز عبر الهاتف تعليقا على اقتراح اتحاد الكرة "هذا غير معقول هل كان يجب حدوث ثورة حتى نعمل الصح.. من 15 سنة ونحن نتحدث عن فكرة البارومتر (المؤشر) ومع زملاء اخرين ويمكن العودة لذلك في مواضيع عديدة في (صحيفة) الأهرام. ماذا كان يمنع التنفيذ؟" وبعد انتقادات حادة طالت صفقات عديدة بسبب الإنفاق البذخ رغم أن معظم أندية مصر لا تتمكن من تحقيق أرباح بل وتعاني في كثير من الأحيان لمجرد توفير مستحقات اللاعبين قابلت أندية هذا الأمر بعدم الإعلان عن المقابل المادي لصفقات تمديد التعاقد أو ضم لاعب جديد وأصبح من المعتاد قراءة جملة "دون الإعلان عن المقابل المادي" في الأخبار المتعلقة بصفقات الانتقال والتجديد. وقال المستكاوي رئيس القسم الرياضي بصحيفة الأهرام سابقا "هل كان يجب حدوث ثورة؟ أنا آسف لكن من يطرح هذه الحلول في هذا التوقيت أنا شخصيا أرى أنه لا يصلح أن يكون في وضع لإدارة الكرة المصرية." وفسر المستكاوي حديثه "أنا مش ضد أي انسان يأخذ مليون أو 5 مليون جنيه لكن يكون هو شخصيا بموهبته قادرا على أن يحقق لناديه أو شركته أو جهة العمل التي يعمل فيها ملايين الجنيهات.. لا الوم اللاعب لكن ألوم ادارة النادي.. ادارات الاندية تحتاج إلى تغيير." وأضاف المحلل الرياضي "الإدارات بلا شخصية في مواجهة ضغوط الجماهير وغياب الشخصية في مجال الرياضة وغير الرياضة عمل عصر الكنافة مع الاعتذار للكنافة.. أي شخص أصبح يعمل أي شيء." وجاء التناقض واضحا عند معرفة رأي مسؤولي الأهلي والزمالك. وقال عدلي القيعي مدير التسويق والاستثمار بالأهلي ردا على رأيه في اقتراح اتحاد الكرة "سيكون أحد الحسنات القليلة لهذا الاتحاد." وأضاف لرويترز "يجب أن يفهم اللاعبون ما نحن فيه (من وضع مالي).. الموسم ده أولى المواسم (أن يطبق فيها الاقتراح) إذ أن هناك التزامات ولا يوجد أي دخول.. يوجد رابطة لرؤساء الاندية ويمكنهم الجلوس مع اتحاد الكرة والاتفاق على ذلك." ووجهت رابطة جماهير الأهلي انتقادا حادا للاعبيها في مباراة ودية انتهت بالفوز على حرس الحدود أمس الأربعاء 1-صفر بعدما رفعت لافتة كتب عليها " تطالبون بالملايين ولا تشعروا بفقر المصريين." بينما قال أشرف صبحي مدير التسويق والاستثمار بالزمالك لرويترز "من يتحكم في هذا الموضوع (أسعار اللاعبين) عوامل السوق. لن يكون ممكنا تحديد كم يحصل (أحد حسام) ميدو (العائد للزمالك) وكم يحصل (محمد) أبو تريكة (لاعب الأهلي)." وأضاف "وجهة نظري أن اللاعبين من 17 إلى 18 (عاما) سيكون بوسعهم السفر بكثرة في موسم الانتقالات المقبل لأن الاسعار لن تكون كبيرة.. لست مع وضع حد أقصى بل مع تحديد فئات ايه وبي وسي بناء على معايير مثل المشاركات الدولية ومعدل اللياقة وهكذا." ومن المتوقع في ظل رغبة الأندية المصرية المملوك معظمها للدولة في تخفيض النفقات على الأقل لامتصاص غضب المحتجين المعترضين على حصول فئات معينة على مبالغ ضخمة أن ينخفض المقابل المادي في صفقات الانتقال في مصر. وقال صبحي في إشارة إلى رحيل وزير البترول السابق سامح فهمي "سيحدث تراجع بالنسبة لأندية بترول.. ليس لعدم قدرتهم لكن التغيير السياسي سيجعلهم لن يصرفوا على الكرة واللاعبين بنفس الشكل السابق... وأسعار اللاعيبن هتنزل." لكن بغض النظر عن التراجع المنتظر في أسعار اللاعبين فإن المستكاوي لا يتوقع نجاح الاتحاد المصري في وضع مؤشر في الفترة القصيرة المقبلة وقال "يجب أن نستفيد من تجارب الاخرين.. لن نقول نؤلف (مؤشرا) لكن نترجم من هنا أو هناك.. هذا لن يحدث لأننا بطيئون للغاية وحركتنا في اللحاق بالعصر بطيئة هي الأخرى.. قد يحدث ذلك بعد سنوات لكن ليس الآن." أ خ ر - ف ع (ريض) arsp