جوبا (السودان) (رويترز) - قال مسؤولون يوم الاربعاء ان اشتباكات في منطقتين سودانيتين مشتعلتين خلفت عشرات القتلى مما يؤجج المخاوف بشأن استقرار الجنوب المنتج للنفط قبل استقلاله المزمع عن شمال السودان. وقال المسؤولون ان مجموعات من البدو العرب والميليشيات خاضت قتالا ضد شرطة الجنوب في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الاقل في سلسلة اشتباكات. واشتبكت ميليشيا منشقة مع جيش جنوب السودان يوم الاحد في ولاية جونقلي النفطية الجنوبية حيث من المقرر ان تبدأ شركة توتال الفرنسية العملاقة التنقيب عن النفط حسبما ذكر الجانبان. وقال المتمردون ان أقل قليلا من 100 شخص قتلوا في الولاية التي تقع على الحدود مع أثيوبيا. وقال الجيش الجنوبي ان هذا الرقم "مبالغ" فيه وأنه فقد 40 جنديا. وألقى العنف بظلاله على الاحتفالات الحاشدة بعد أن صوت الجنوبيون بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عن الشمال في استفتاء في يناير كانون الثاني الماضي. وورد الاستفتاء في نص اتفاق السلام الموقع عام 2005 الذي أنهى حربا أهلية استمرت عقودا مع الشمال وقتالا بين ميليشيات متناحرة في الجنوب. واتهم جورج أتور قائد المتمردين جيش الجنوب بالتسبب في القتال الذي نشب الشهر الماضي ومخالفة بنود اتفاق لوقف اطلاق النار في يناير. وقال "هاجمونا في وقت مبكر من صباح يوم الاحد. فرقنا قوات جيش جنوب السودان وأخذنا عددا كبيرا من الاسلحة. تمكنا أيضا من قتل 86 جنديا. بينما قتل 12 من زملائنا." وأصر أتور على استعداده للعودة الى المفاوضات مع قيادة الجنوب. وتابع قوله "أنا قلق حقا لان البلد الجديد سيكون مثل الوليد الميت. اذا بدأنا بقوة ميليشيا تقاتل الحكومة.. لا أرى أي تقدم يمكن أن يحدث." وكان أتور عضوا بارزا في جيش الجنوبيين خلال الحرب الاهلية. وخاض الانتخابات العام الماضي على منصب حاكم ولاية جونقلي لكنه لجأ للقتال عندما خسر واتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالتزوير. ويتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان أتور بانتهاك الهدنة وارتكاب مذبحة قتل فيها أكثر من 200 شخص في جونقلي في منتصف فبراير شباط. وقال تشارلز أبيي المتحدث باسم ادارة أبيي ان بدو المسيرية الشماليين وميليشيا حليفة هاجموا قرية ماكر يوم الاربعاء في أبيي مما ادى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل من شرطة الجنوب. وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش الجنوب ان عدد الذين قتلوا في سلسلة اشتباكات في أبيي هذا الاسبوع قد يصل الى 70 شخصا. ولم يتسن على الفور الاتصال بأحد قادة المسيرية للتعقيب.