يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الى بريطانيا بهدف تعزيز العلاقات التي توترت بسبب سلسلة من الفضائح بمستوى تلك التي تسبب حربا باردة، على خلفية تعاون اقتصادي مكثف من مظاهره اتفاق نفطي تاريخي جديد. وسيلتقي لافروف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره وليام هيغ خلال زيارة تستغرق يومين، بحسب وزارة الخارجية الروسية. وتأتي هذه الزيارة بعد الاعلان في كانون الثاني/يناير عن اتفاق نفطي غير مسبوق بين البلدين اللذين باتا شريكين تجاريين مهمين. وستقوم المجموعة البريطانية العملاقة في مجال النفط بريتش بتروليوم (بي بي) والعملاق الروسي روسنفط معا باعمال تنقيب واستغلال حقول في القطب الشمالي الذي يشكل في الوقت الحالي محط انظار الشركات الناشطة في مجال الطاقة ويثير شهيتها. لكن هذا الاتفاق الاقتصادي الكبير تم على خلفية العديد من الفضائح الدبلوماسية. وستحاول موسكوولندن من الان فصاعدا تجاوز خلافاتهما لتشجيع الحوار بينهما. وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية "ان الطرفين يتفهمان ان المشاكل القائمة ينبغي ان لا تحول دون تعزيز الحوار تدريجيا". وتوترت العلاقات الروسية البريطانية في بادىء الامر بسبب فضيحة على علاقة بتسميم الكسندر ليتفيننكو المعارض للكرملين في لندن في 2006. وقضية ليتفيننكو المنشق عن جهاز الاستخبارات الروسي والذي انتقل الى صفوف المعارضة، لا تزال تطرح مشكلة اثر رفض موسكو تسليم اندري لوغوفوي المشتبه الرئيسي في هذه القضية. من جهتها، تأخذ موسكو على لندن اللجوء السياسي الذي منحته للملياردير المنفي والمعارص للكرملين بوريس بيريزوفسكي، اضافة الى الزعيم الانفصالي الشيشاني احمد زاكاييف. والرجلان مقربان من الكسندر ليتفيننكو. وباتت الزيارات الرسمية بين البلدين نادرة منذ هذه القضية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2009، قام وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند باول زيارة الى موسكو لدبلوماسي رفيع منذ خمسة اعوام. وزار وليام هيغ روسيا في 2010. وتعود اخر زيارة قام بها لافروف الى بريطانيا الى نيسان/ابريل 2009.