صادق مجلس الدوما (مجلس النواب في البرلمان الروسي) الثلاثاء على معاهدة "ستارت" لنزع الاسلحة النووية وذلك في القراءة الثالثة والاخيرة، ما يمهد الطريق لمصادقة المجلس الاعلى في البرلمان على المعاهدة في تصويت يتم الاربعاء. وصوت مجلس الدوما بغالبية 350 صوتا مقابل 96 لصالح معاهدة ستارت الجديدة في القراءة الثالثة والاخيرة قبل ان يحيله على مجلس الاتحاد (المجلس الاعلى في البرلمان) لمناقشته الاربعاء. والشهر الماضي صادق مجلس الشيوخ الاميركي على المعاهدة التي تعد الاولى المتعلقة بتقليص الاسلحة النووية منذ انتهاء الحرب الباردة. وصرح كونستانتين كوساشيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية حسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس للانباء "لقد ناقشنا جميع وجهات النظر". واضاف "لقد اخذنا كل شيء في الاعتبار ونحن الان نتخذ قرارا متوازنا، ومسؤولا". وايد مجلس الدوما معاهدة ستارت بعد ان رفض وبسرعة اقتراح الحزب الشيوعي برفض المعاهدة التي وقعها كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف فيء الثامن من نيسان/ابريل 2010. وقال النائب الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي قبل التصويت "لا نثق مطلقا بالولاياتالمتحدة.. ومن الخطر التوقيع على اتفاقيات معهم فهم يكرهوننا". وادى تعقيد الاجراءات الروسية الى تاجيل التصويت على المعاهدة حتى يوم الثلاثاء وهو موعد القاء الرئيس الاميركي خطاب حالة الاتحاد الذي يتوقع ان يركز فيه على قدرته على اقناع روسيا بالتوقيع على ستارت. وتعتبر الولاياتالمتحدة معاهدة ستارت، التي تقلل السقف السابق لعدد الرؤوس الحربية النووية، بنسبة 30% وتحد العدد الاقصى الذي يمكن ان يملكه اي من البلدين من الصواريخ الطويلة المدى والقاذفات الثقيلة ب700، وذلك في تنازل لروسيا لفتح الطريق الى اجراء محادثات جديدة. وتسمح المعاهدة لروسيا بالتخلص من اسلحتها المتقادمة والاحتفاظ بتوازنها مع الولايات المحتدة خلال مدة سريان المعاهدة وهي عشر سنوات. الا ان واشنطن اوضحت ان المعاهدة لن تحد من قدراتها على نشر درع الدفاع الصاروخية في اوروبا او تطوير اسلحة سريعة الاستهداف التي يمكن ان تخفف من اعتماد الولاياتالمتحدة على الاسلحة النووية. كما ترغب ادارة اوباما في اجبار موسكو على دخول جولة جديدة من مفاوضات نزع الاسلحة تتركز على الصواريخ النووية القصيرة المدى التي تتفوق فيها روسيا. الا ان البرلمان الروسي ارفق المعاهدة بسلسلة من الاعلانات التي تتناقض بشكل مباشر مع اهداف الولاياتالمتحدة العسكرية. وتبنى مجلس الدوما بيانا غير ملزم يرفض مباشرة حق واشنطن في نشر نظام دفاع صاروخي دون مشاركة روسيا. كما قال الدوما كذلك ان اية اسلحة يتم تطويرها في اطار خطة البنتاغون "للضربات العالمية السريعة" التي تشتمل على استخدام اشعة الليزر، يجب ان تعتبر خارجة عن الحدود التي ترسمها معاهدة ستارت. واكد الدوما على ان اية مفاوضات بشان الصواريخ النووية القصيرة المدى يجب ان تشتمل على محادثات حول خطط الولاياتالمتحدة المحتملة ل"تسليح الفضاء" ومناقشة تفوق واشنطن في مجال القوة غير النووية.