شهد الوضع على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة مزيدا من التدهور بمقتل اثنين من مقاتلي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الاحد في اشتباك مسلح مع الجيش الاسرائيلي بينما اكدت حماس انها جاهزة لاي مواجهة. وقالت سرايا القدس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انها "تزف الشهيدين مصعب عيسى ابو روك (22 عاما) ومحمود يوسف النجار (21 عاما) اللذين استشهدا فجر (الاحد) في اشتباك مسلح مع قوة خاصة اسرائيلية شرق بلدة خزاعة". واضافت سرايا القدس ان مقاتليها "خاضوا اشتباكات عنيفة وتمكنوا من تكبيد الاحتلال خسائر فادحة". وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان "جنودا فتحوا النار على اعضاء خلية ارهابية كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة تماما قرب الحاجز الامني" الذي يفصل بين اسرائيل والقطاع. واوضحت ان "الحادث وقع في جنوب قطاع غزة"، مشيرة الى ان "مروحيات ساندت الجنود". وقالت الناطقة الاسرائيلية ان "الجنود تلقوا بعد حادث مماثل وقع قبل شهر ولم يسفر عن اصابات، توجيهات بعدم التردد في اطلاق النار عندما يرصدون ارهابيين يضعون عبوات ناسفة قرب الحاجز". من جهته، قال ادهم ابو سلمية الناطق باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارىء في غزة ان جثتي القتيلين نقلتا الى مستشفى ناصر في خان يونس "اشلاء ممزقة". وذكر شهود عيان ان الاشتباكات وقعت ليل السبت الاحد، موضحين انهم سمعوا ازيز رصاص ودوي انفجارات ناتجة عن قذائف دبابات اسرائيلية وعدد من قذائف الهاون التي اطلقها المقاتلون خلال الاشتباك. ووسط هتافات تدعو الى الانتقام، شيع الفلسطينيون القتيلين في خان يونس. وردد المشيعون هتافات منها "الانتقام الانتقام يا سرايا ويا قسام (الجناح العسكري لحركة حماس)". ويشهد قطاع غزة موجة من التصعيد في العنف في ظل سلسلة من الغارات الجوية الاسرائيلية ومواصلة مقاتلين فلسطينيين اطلاق صواريخ وقذائف هاون. واطلقت الدبابات الاسرائيلية المتواجدة على الحدود شرق خان يونس عشرات القذائف ما اوقع اضرارا في عدد من المنازل القريبة من الحدود. واتهم ابو احمد الناطق باسم سرايا القدس الجيش الاسرائيلي ب"أخذ الامور نحو التصعيد". وتوعد الناطق العسكري في الجهاد الاسلامي بان "الاحتلال سيدفع الثمن اذا فكر بالقيام باي تصعيد في القطاع"، مشيرا الى جهوزية منظمته وفصائل "المقاومة للمواجهة". وكان الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اكد في مؤتمر صحافي السبت ان حركته و"المقاومة" جاهزون لمواجهة اي هجوم اسرائيل. واعتبر ان "اي عدوان صهيوني على قطاع غزة سيواجه بالتصدي والرد (...) ومحاولات التصعيد الاخيرة هذ لعب بالنار"، مؤكدا ان قوة كتائب القسام "اكبر من ذي قبل". وقبيل الظهر، اطلق صاروخان من قطاع غزة على منطقة اشكول في صحراء النقب (جنوب) من دون التسبب باصابات او اضرار، بحسب متحدثة عسكرية. وهدد وزير اسرائيلي بارز بان الدولة العبرية لن تقف مكتوفة الايدي امام الصواريخ التي تطلق على اراضيها الجنوبية من قطاع غزة. وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي وزير التنمية الاقليمية سيلفان شالوم انه "في حال استمر هذا الوضع، في حال استمر تهريب الصواريخ (الى قطاع غزة)، في حال واصلت (المجموعات الفلسطينية المسلحة) قصف اسرائيل واصابة مدنيين ابرياء، عندها سيكون علينا الرد بكل ما اوتينا من قوة". الا ان مسؤولا اسرائيليا كبيرا اكد الاحد ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة تبذل جهودا في الوقت الراهن لتفادي اي تصعيد في المواجهة مع اسرائيل، وذلك رغم ازدياد الحوادث الامنية على الحدود بين القطاع والدولة العبرية. وقال مدير الشؤون العسكرية-السياسية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد للقناة التلفزيونية العاشرة الخاصة ان حماس "لا تريد مواجهة في هذه المرحلة. انها تفعل كل ما بوسعها كي لا يتدهور الوضع". وبحسب هذا المستشار لوزير الدفاع ايهود باراك، فان حماس "تعتبر، مع دعوتها في الوقت نفسه الى تدمير اسرائيل، ان الوقت غير مناسب لمواجهة". واضاف ان حركة حماس مهتمة "بالمحافظة على وقف اطلاق النار لتستعد بطريقة افضل لاي هجوم اسرائيلي". بدورهم يرى محللون سياسيون ان اسرائيل غير معنية بشن حرب على غزة. ويعتقد استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة مخيمر ابو سعدة ان اسرائيل "معنية بالهدوء كما ان حماس ملتزمة بالتهدئة"، معتبرا ان حماس واسرائيل يوجهان رسائل لبعضهما تصب في هذا الاتجاه. ويقول ابو سعدة "اسرائيل تسعى من ضرباتها لتثبت حالة التهدئة وتريد من حماس ضبط الوضع من غزة بوقف اطلاق الصواريخ (...) لا اعتقد ان اسرائيل معنية بالذهاب لحالة حرب مفتوحة".