يبدو ان القوات العراقية نجحت في اختبار الحفاظ على الامن في يوم عاشوراء حيث انتهت المراسم التي جرت الجمعة وشارك فيها نحو مليونين من الزوار الشيعة الى مرقد الامام الحسين واخيه العباس في مدينة كربلاء دون اية حوادث. وانتهت مراسم احياء ذكرى مقتل الامام الحسين، ثالث الائمة الاثني عشر المعصومين لدى الشيعة، دون حوادث وذلك فيما تستعد البلاد الى رحيل القوات الاميركية الكامل من العراق بعد عام. وقالت السلطات الخميس انها القت القبض على 73 شخصا يشتبه في انهم خططوا للقيام باعمال عنف واحداث الفوضى في كربلاء التي كانت هدفا للكثير من هجمات المسلحين خلال مواكب عاشوراء. وصرح الرائد علاء عباس الناطق باسم شرطة كربلاء "سارت الامور بشكل جيد في ما يخص ممارسة المواكب الحسينية لطقوسها بكل يسر وأمان". واكد "عدم حدوث أي خرق امني طيلة الايام العشرة من محرم" لعام 1432 هجرية. واشار الى ان "اجراءاتنا الامنية ما زالت في اعلى درجاتها وقواتنا بحالة استنفار شديد لمنع أي استغلال لحالة الاسترخاء او الاطمئنان من قبل القوات الامنية"، مشيرا الى ان "هذه الاجراءات ستستمر حتى بعد انتهاء الزيارة لتأمين عودة الزائرين الذين قدموا من بعض المحافظات". وذكرت السلطات ان المعتقلين ال73 على علاقة باشخاص يشتبه بانهم يرتبطون بالقاعدة وبانهم خططوا لهجمات ضد الزوار في كربلاء. وتظهر هذه الاعتقالات الخوف من وقوع اعمال عنف خلال احياء المراسم العاشورائية، حيث فرضت اجراءات امنية مشددة خلال موكب عاشوراء. وتوقفت حركة العربات في كربلاء فيما سار الزوار نحو ضريح الامامين، وجرى تفتيش جميع الزوار عند نقاط التفتيش. وقال محمد الموسوي رئيس مجلس كربلاء انه "لو تمكن المسلحون من شن هجماتهم خلال الاحتفالات، لاحدث ذلك فوضى عارمة"، مضيفا ان كربلاء هي هدف رئيسي للارهابيين خلال عاشوراء. واكد الموسوي "مشاركة مليوني زائر في احياء مراسم عاشوراء خلال الايام العشرة الماضية بينهم اكثر من مئتي الف زائر عربي واجنبي". ونشرت السلطات في سياق خطتها الامنية 28 الف عنصر من الشرطة والجيش لحراسة كربلاء، كما وضع سبعة الاف عنصر اخرين على اهبة الاستعداد، طبقا للجيش. وستبقى تلك القوات منتشرة عدة ايام لضمان الامن اثناء عودة الزوار الى ديارهم. وهذا هو اول عام تتولى فيه القوات العراقية لوحدها المسؤولية الامنية التامة عن امن عاشوراء. فرغم ان الجيش الاميركي لم يكن يساهم في جنود على الارض، الا انه كان يقدم المساعدة في عمليات الاستطلاع والمراقبة. ولا يزال نحو 50 الف جندي اميركي متمركزين في العراق، الا انه عليهم ان ينسحبوا من البلاد بنهاية 2011 بموجب اتفاق امني بين بغداد وواشنطن. وصرح الكابتن دان تشرتشل المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق ان "قوات الامن العراقية لا تزال تظهر انها تستطيع ان تخطط وتنفذ عمليات امنية واسعة ومهمة بنجاح، وهم يفعلون ذلك هذا العام في ذكرى عاشوراء والاربعين". واستهدفت مراسم عاشوراء خلال السنوات الماضية هجمات عدة خصوصا في آذار/مارس 2004 عندما قتل اكثر من 170 شخصا في انفجارات في بغداد وكربلاء. كما استهدف الزوار بهجمات مماثلة على طول الطريق المؤدي الى كربلاء التي تقع على بعد 110 كلم جنوب بغداد. وهذا العام قتل 18 من الزوار منذ بدء مراسم عاشوراء في 8 كانون الاول/ديسمبر، بحسب الشرطة. الا انه لم يقتل اي منهم في مدينة كربلاء. وانتهت المراسم اليوم باعادة تمثيل معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين. واتشحت مباني المدينة بالسواد وعلت اصوات الطبول والاذكار الحزينة التي تستعيد مشاهد "واقعة الطف" التي قتل فيها الامام الحسين على يد جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية، مع معظم افراد عائلته العام 680 ميلادية. وانطلق المشاركون حفاة الاقدام وهم يضربون على رؤوسهم بايديهم متوجهين الى مرقد الامام الحسين ثم الى مرقد الامام العباس وهم يرددون "لبيك يا حسين". وبعدها جرت عملية حرق الخيام لاستعادة مشهد انتهاء "معركة الطف". وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي اطيح به في الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003، يحظر اقامة الغالبية العظمى من مراسم عاشوراء. ويشكل الشيعة نحو 15% من المسلمين في كافة انحاء العالم. وهم يشكلون غالبية السكان في العراق وايران والبحرين، كما يشكلون اعدادا كبيرة من سكان افغانستان ولبنان وباكستان والسعودية.