يتوافد مئات الآلاف من الشيعة من داخل العراق وخارجه على مدينة كربلاء المقدسة لاحياء ذكرى موقعة الطف التي قتل فيها الامام الحسين بن علي ، ويوم عاشوراء الذي يصادف الاحد. وفرضت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة في عموم المحافظة ووسط مدينة كربلاء جنوب بغداد. وفي قلب مدينة كربلاء يقع مرقدا الامام الحسين ثاني الائمة الاثني عشر المعصومين لدى الشيعة، واخيه غير الشقيق الامام العباس. وانتشرت في شوارع كربلاء مواكب تسير على وقع الطبول وتحمل رايات معظمها سوداء اللون اشارة للحزن على مقتل الحسين، وتستعيد موقعة الطف التي قتل فيها الامام الحسين وغالبية افراد عائلته من قبل جيش الخليفة الاموي يزيد ابن معاوية سنة 680 ميلادية. وقال عبد علي الحميري رئيس هيئة المواكب الحسينية في كربلاء "هناك 145 موكبا جاءت من مختلف مناطق كربلاء والعراق، لممارسة طقوس الضرب بالزنجيل واللطم بمرافقة الطبول والمنشدين الذين يستعرضون ماساة قتل الحسين من خلال اشعار يرددونها بالحان حزينة". وقال محمد عبد الحسين (40 عاما) أحد الزوار الذي قدم من محافظة بابل شمال كربلاء "جئت ايمانا بالامام الحسين واتمنى الا تستغل هذه الذكرى لاغراض سياسية او منافع شخصية". وقال مدير شرطة كربلاء اللواء علي جاسم محمد لوكالة فرانس برس "تم نشر 25 الفا من عناصر الامن، من شرطة وجيش، في عموم المحافظة التي قسمناها الى قواطع وفرضت حولها ثمانية اطواق امنية اضافة الى اربعة اخرى حول المدينة القديمة" حيث المراقد المقدسة. واشار قائد الشرطة الى مشاركة مروحيات للجيش العراقي في الخطة الامنية من خلال القيام بمسح جوي وتامين الاجواء. وقال محافظ كربلاء امال الدين الهر لوكالة فرانس برس "اتوقع ان يصل عدد الزوار العرب والاجانب لكربلاء الى اكثر من ستين الف زائر". واضاف ان "المحافظة شكلت غرفة عمليات من دوائر الماء والكهرباء والنفط والمجاري لتامين توفر الخدمات للزوار". ورجح ان يبلغ عموم الزوار الوافدين (عراقيين واجانب) الى كربلاء الى مليون ونصف المليون خلال هذا اليوم السبت وغدا الاحد. وأعرب المحافظ عن قلقه من احتمال الاصابة بفيروس اتش1ان1، وقال "مايقلقنا هو المرض الوبائي انفلونزا الخنازير، فيما يخص الوافدين الاجانب". واكد المحافظ اصدار تعليمات بفحص الزوار القادمين من خارج البلاد للتاكد من عدم اصابتهم باي مرض" وتابع "كما الزم اصحاب الفنادق بالابلاغ عن اي حالة مرضية بين المقيمين لديهم".