نانتر (فرنسا) (رويترز) - يسعى اليمين المتطرف في فرنسا لمواجهة مع اليسار في انتخابات الرئاسة عام 2012 مع استفادة الحزب الذي أسسه جان ماري لوبان من رد الفعل العنيف المضاد للرئيس المحافظ نيكولا ساركوزي. وتقول مارين لوبان ابنة زعيم الجبهة الوطنية والمرشحة على نطاق واسع لزعامتها ان جهودها لتحديث الحزب وسخط الناخبين على اجراءات التقشف وما يتصوره البعض من ضياع للسيادة في منطقة اليورو سوف تعزز فرص حزبها. وقالت لوبان وهي محامية سابقة وأم لثلاثة أطفال في مقابلة مع رويترز قبل شهر على موعد انتخابات زعامة حزبها "بوسعنا الوصول لجولة ثانية وتحسين ادائنا." وأضافت لوبان "النتيجة المرجحة أكثر هي أننا سنواجه مرشحا اشتراكيا... وعندئذ سيصبح السؤال الذي يفرض نفسه هو ماذا سيفعل الناخبون مؤيدو ساركوزي." وفي أنحاء اوروبا تكتسب أحزاب اليمين المتطرف مزيدا من الشعبية مع تزايد قلق الناخبين بشأن سبل حياتهم في فترة تقشف وخيبة أمل تجاه الحكومات التي فقدت تواصلها مع الشعب. ولم يعلن ساركوزي ما اذا كان سيرشح نفسه لفترة رئاسة ثانية في انتخابات عام 2012 في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي الى وصول شعبيته الى أدنى مستوياتها والى عدم وجود ضمانات بأنه سيفوز. وقالت لوبان في مقر حزبها بضاحية نانتر وهي معقل تقليدي للشيوعيين في شمال غرب باريس ان الحزب يمكن ان يحسن أداءه عن انتخابات عام 2002 التي حل فيها والدها ثانيا في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية ثم خسر في جولة الاعادة أمام جاك شيراك. وفي انتخابات الاقاليم التي أجريت في مارس اذار حققت الجبهة الوطنية المعروفة بسياساتها المتشددة ازاء الهجرة فوزا مفاجئا بنسبة مرتفعة من أصوات الناخبين لتضعف التأييد لجبهة ساركوزي المحافظة. وقالت لوبان لرويترز انه اذا قدر لها ان تفوز بالرئاسة فستنسحب من منطقة اليورو التي تقوض النمو الاقتصادي الفرنسي وتؤدي الى تفاقم البطالة. وأضافت "أعتقد ان منطقة اليورو ستنهار وبدلا من ان نعاني من ذلك يتعين علينا ان نستبق ذلك ونحافظ على عملة وطنية. أقترح ان ننسحب كمجموعة من ( منطقة) اليورو مع دول أخرى." ويرى ساركوزي الذي ينتمي لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية انه نجح في تحييد الجبهة الوطنية في 2007 بعرض حلول حاسمة لهاجسيها الاساسيين .. الهجرة والامن. وقالت لوبان "أحد أهدافنا هو تفريغ حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية من مضمونه. الحزبان الكبيران يتداعيان." ولا تزال لوبان تواجه معارضة من بعض النشطاء المتشددين الذين يتهمونها بالمبالغة في تقديم التنازلات في مسعى لكسب مزيد من الثقة. فهي تؤيد الاجهاض وحقوق المثليين وتقول انها ستطبق "العلمانية" على كل الجماعات وهو أمر يعارضة غلاة المحافظين. وهي لا ترى ايضا أي داع لاقامة تحالفات مع ساركوزي أو أي جهة أخرى. فهي تعتبر ان حزبها هو "البديل الوحيد" للحزبين المهيمنين. وقالت لوبان التي تظهر استطلاعات الرأي ان نسبة التأييد لها بين الناخبين تبلغ 13 في المئة "الى ان نصل الى السلطة فان الجبهة الوطنية تظل حزبا حرا."