بغداد (رويترز) - أقسم بعض أفراد الاقلية السنية في العراق على عدم التصويت في الانتخابات مرة اخرى بعد ان اتفقت الكتل السياسية الرئيسية على تعيين نوري المالكي المنتهية ولايته رئيسا للحكومة لفترة ثانية. وأنهت الكتل السياسية الرئيسية في البلاد الجمود الذي استمر ثمانية أشهر واتفقت على توزيع المناصب الحكومية الكبرى. وقال بعض السنة ان كتلة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي كان يجب منحها الفرصة الاولى لتشكيل حكومة جديدة لانها حصلت على أكبر عدد من المقاعد بفارق مقعدين عن الكتلة التالية في الانتخابات التي جرت في مارس اذار. لكن العراقية لم تحصل على أغلبية كافية تمكنها من تشكيل حكومة. وبموجب الاتفاق سيبقى المالكي رئيسا للوزراء وسيحتفظ جلال الطالباني وهو كردي بالرئاسة. وتحصل كتلة علاوي على ثالث أعلى منصب وهو رئيس البرلمان بينما سيرأس علاوي نفسه مجلس السياسات الاستراتيجية. وقال علي محمود (36 عاما) وهو مدرس في مدينة الفلوجة التي يغلب السنة على سكانها في محافظة الانبار بغرب العراق "لن أشارك في أي انتخابات في المستقبل لان العراقية كانت الفائز لكن رئاسة الوزراء ذهبت الى المالكي من خلال التدخل الايراني. وهذا يعني ان الطائفية لن تنتهي." وقال "ما الفائدة من رئاسة البرلمان. انه مجرد موظف يسجل اسماء الذين يحضرون ولا يفعل شيئا." ويشعر السنة -الذين هيمنوا على الحياة السياسية اثناء حكم صدام حسين- بتهميشهم منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003. وساعد غضب السنة في اذكاء تمرد شرس وحرب طائفية. وقال طالب جامعي يدعى اسامة محمد (20 عاما) "انني ألوم (كتلة) العراقية لانها لم تصمد في مواجهة الضغوط. انهم لم يحصلوا حتى على الرئاسة." وبينما تراجع العنف عن ذروته في عام 2006 - 2007 الا ان التوتر يتفاقم مع استمرار الهجمات من جانب المسلحين السنة والميليشيات الشيعية. وقال الشيخ اياد الجبوري قائد صحوة الرضوانية السنية غربي بغداد ان منح (العراقية) هذه المناصب لم يكن عادلا. واضاف ان هناك مشاعر احباط لدى الناس الذين صوتوا لها. وقال عضو اخر في ميليشيا سنية ينسب اليها الفضل في تراجع العنف الذي تفجر بعد الغزو الامريكي انه بينما يشعر السنة بالاحباط من النتيجة السياسية الا انه لا يتوقع العودة الى المذابح الطائفية. وقال سيف خضر وهو زعيم ميليشيا في حي الدورة بجنوب بغداد ان الناس ضاقوا ذرعا ويريدون فقط ان يروا تشكيل حكومة فحسب. وأضاف ان الانتخابات القادمة ستكون بها العديد من المفاجآت. وعبر الخضر عن اعتقاده بان العراقيين لن يتوجهوا للادلاء بأصواتهم لانه سواء صوتوا أم لا فان الحكومة تفعل ما تريد طبقا لنفوذ الدول المجاورة. ولم يكن كل الشيعة أيضا سعداء بما حدث. وقال طالب العجيلي (48 عاما) وهو عاطل عن العمل من حي الكرادة بوسط بغداد انه يعتقد ان كتلة العراقية يجب ان تنسحب من العملية السياسية. وقال "بصفتي شيعيا أقول انها خيانة لكل سني في البلاد."