مانهاست (الولاياتالمتحدة) (رويترز) - قال وسيط للامم المتحدة ان المغرب وجبهة البوليساريو رفضا مجددا اقتراحات قدمها كل جانب للاخر حول مستقبل الصحراء الغربية وذلك في محادثات خيمت عليها أعمال عنف في المنطقة. لكن الجانبين اتفقا على السعي لاجراءات بناء ثقة محدودة واسراع وتيرة اجتماعاتهما في اطار ما وصفه الوسيط كريستوفر روس يوم الثلاثاء بأنه "ديناميكية جديدة" للمفاوضات التي تسير ببطء. والصحراء الغربية مستعمرة أسبانية سابقة تقع في شمال غرب افريقيا ضمها المغرب اليه عام 1975 مما أثار حركة تمرد من جبهة البوليساريو. وتوسطت الاممالمتحدة لوقف اطلاق النار عام 1991 لكن المفاوضين فشلوا في التوصل لتسوية سياسية لاطول نزاع على الاراضي تشهده أفريقيا. وتجدد العنف في الصحراء الغربية يوم الاثنين عندما اقتحمت قوات الامن المغربية مخيما لمحتجين بالقرب من مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية. وقالت البوليساريو ان 11 مدنيا قتلوا بينما قال المغرب أن ثمانية من أفراد قواته الامنية قتلوا. وفي بيان صدر بعد يومين من المحادثات في مانهاست القريبة من مدينة نيويورك قال روس ان الاجواء بين الجانبين "سادها الاحترام المتبادل على الرغم من استمرار كل جانب في رفض مقترحات الاخر كأساس لمفاوضات في المستقبل." واقترحت الرباط ان تصبح المنطقة اقليما مغربيا يتمتع بالحكم الذاتي في حين تريد البوليساريو اجراء استفتاء للسكان -المعروفين باسم الصحراويين- يكون الاستقلال التام أحد خياراته. وأضاف روس أن الجانبين اتفقا في الاجتماع الذي حضره أيضا مسؤولون من دولتي الجزائر وموريتانيا المجاورتين على استئناف رحلات زيارات العائلات جوا "دون تأخير" واسراع وتيرة بدء مثل هذه الزيارات عن طريق البر أيضا. وقال روس الدبلوماسي الامريكي السابق ان الجانبين اتفقا أيضا على الاجتماع في ديسمبر كانون الاول ومطلع العام المقبل "للمضي في عملية المفاوضات بتوجهات مبتكرة." وأثار الفشل في حل نزاع الصحراء الغربية قلق دول غربية من بينها الولاياتالمتحدة التي تعتقد أن الانقسام بين المغرب والجزائر يعيق التعاون في التصدي لتنظيم القاعدة في المنطقة. وفي حديثهم للصحفيين بعد المحادثات تجادل مسؤولون من الجانبين حول اشتباكات يوم الاثنين في المخيم الذي أقامه صحراويون قبل شهر للمطالبة بتوفير وظائف وخدمات أفضل لهم. وقال خطري أدوه كبير مفاوضي البوليساريو ان العنف خلق " جوا متوترا بين المشاركين" في المحادثات لكن الشيء الاهم هو أن الاجتماع عقد. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ان قوات الامن المغربية اقتحمت المخيم لان بعض المحتجين رفضوا تسوية سلمية. واتهم البوليساريو بالسعي لاستغلال أي شيء لتجنب التفاوض المستمر والمتعمق. وانتشرت قوات الامن المغربية بأعداد كبيرة في مدينة العيون يوم الثلاثاء ولم تتكرر أعمال عنف يوم الاثنين الا أن سكانا يقولون ان التوتر لازال قائما.