ختم المغرب وجبهة بوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية جولة من المحادثات استمرت يومين بالقرب من مدينة نيويورك يوم الاربعاء دون التوصل الى اتفاق بشأن أطول نزاع على أراض في افريقيا. وقال وسيط الأممالمتحدة بيتر فان فالسوم ان الجانبين اتفقا على الاجتماع ثانية من 11 الى 13 من مارس /اذار في المكان نفسه في مدينة مانهاست في نيويورك لعقد ما سيكون رابع جولة محادثات لهما منذ ان عرضا خططا متضاربة لمستقبل الاقليم العام الماضي. وقالت بوليساريو التي تتمتع بدعم الجزائر الخصم الاقليمي للمغرب الشهر الماضي ان الحرب قد تستأنف اذا فشلت المحادثات في التوصل الى اتفاق بشأن ما اذا كانت الصحراء الغربية ستصبح مستقلة أم جزءا متمتعا بالحكم الذاتي من المغرب. لكن محللين يقولون ان مسألة الحرب ليست واردة في الوقت الحالي لان جبهة بوليساريو تعتمد بشكل كبير على الجزائر التي لا ترغب في زيادة التوترات الاقليمية. وقد سيطر المغرب على معظم الصحراء الغربية في عام 1975 بعد انسحاب أسبانيا منها الأمر الذي فجر حربا من أجل الاستقلال استمرت حتى 1991 عندما توسطت الأممالمتحدة في اتفاق هدنة وأرسلت قوات لحفظ السلام. وتتعرض دول شمال أفريقيا لضغوط من أجل حل خلافاتها حتى يتسنى لها التعامل بشكل أفضل مع تزايد أعمال العنف التي ينفذها متشددون اسلاميون لهم صلة بتنظيم القاعدة. وشهدت الجزائر سلسلة من التفجيرات الانتحارية الدموية منذ بداية العام الماضي تسبب أحدثها في مقتل 37 شخصا بينهم 17 من موظفي الأممالمتحدة في مدينة الجزائر يوم 11 من ديسمبر كانون الأول. والصحراء الغربية التي يسكنها 260 ألف نسمة وتطل على المحيط الاطلسي غنية بالفوسفات ومصائد الاسماك وقد تكون المياه قبالة سواحلها غنية بالنفط. وتحاول الرباط اقناع الجبهة بقبول خطتها بأن تكون الصحراء الغربية جزءا من المغرب يتمتع بالحكم الذاتي. وتقترح الجبهة إجراء استفتاء بين الصحراويين يشمل خيار الاستقلال. ولا تعترف أي دولة بسيطرة المغرب على الصحراء الغربية لكن مجلس الامن منقسم في هذا الشأن. وتؤيد بعض دول حركة عدم الانحياز بوليساريو لكن فرنسا والولايات المتحدة تدعمان الرباط.