دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل السبت القيادات اللبنانية الى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح "الحزبية الضيقة"، وذلك في ظل تصاعد التوتر على خليفة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مع نظيره الايطالي فرانكو فراتيني ان "المملكة واشقاءها العرب لن يدخروا جهدا" للحفاظ "على امن لبنان واستقراره وسلامة اقليمه". لكنه اعتبر ان تحقيق هذا الهدف "يظل مرهونا بيد القيادات اللبنانية اولا واخيرا واستشعارهم لمسؤولياتهم التاريخية وتغليب مصلحة لبنان على ما عداها من مصالح حزبية ضيقة". واضاف "نحن نامل من كافة الاطراف اللبنانية ضبط النفس والاستجابة للجهود المخلصة لفخامة الرئيس ميشال سليمان والجلوس على طاولة الحوار لحل المشكلات القائمة وفق أسس دستورية وبعيدا عن لغة التوتر والتصعيد". ويشهد لبنان منذ اسابيع جدلا سياسيا حادا بين قوى 14 آذار المدعومة من السعودية والغرب و8 اذار/مارس المدعومة من سوريا وايران، يتمحور حول المحكمة الدولية التي انشاتها الاممالمتحدة العام 2007 لمحاكمة قتلة الحريري الذي اغتيل مع 22 شخصا اخرين في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005. ويعتبر حزب الله ان هذه المحكمة "مسيسة" واستندت في تحقيقها على شهادات زور. واعلن الحزب في تموز/يوليو انه يتوقع صدور قرار ظني عن المحكمة الخاصة بلبنان يتهم "عناصر غير منضبطين" من حزب الله بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري. وفي 28 تشرين الاول/اكتوبر، دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الى مقاطعة المحكمة، مؤكدا ان "كل تعاون مع المحققين الدوليين مساعدة لهم في الاعتداء على المقاومة" التي يمثلها خصوصا حزب الله الذي يحظى بدعم سوريا وايران. وقاطع حزب الله وحلفاؤه الخميس جلسة هيئة الحوار الوطني التي تضم ممثلين عن كل الاطراف اللبنانيين في خطوة انذرت بتصعيد الازمة السياسية في البلاد.