فيما أكدت فرنسا دعمها لسيادة لبنان واستقراره وتمسكها بالمحكمة الدولية والقرارات الدولية, اندلعت أمس مواجهات في منطقة وادي خالد التي تقع علي الحدود السورية بين عناصر الأمن اللبناني وشبان لبنانيين, مما أدي إلي مصرع أربعة وإصابة6 بجروح وقد سادت حالة من التوتر الشديد في أعقاب تبادل لإطلاق النار الليلة قبل الماضية مع دورية للقوة الامنية المشتركة لضبط الحدود مع سوريا. وقد عمد الأهالي الغاضبون أمس الي احراق مركز قديم للامن العام اللبناني في منطقة البقيعة الحدودية ورشقوا سيارات القوة الامنية المشتركة بالحجارة التي بادر عناصرها الي اطلاق النار باتجاه الأهالي مما أدي الي اصابة6 أشخاص إصابة أحدهم خطرة ونقلوا جميعا الي المستشفي. واتهم الاهالي القوة الأمنية المشتركة بإطلاق النار علي الشباب وقتلهم مطالبين بفتح تحقيق بالحادثة. وقد تابع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأحداث حيث أجري الحريري سلسلة اتصالات بقيادتي الجيش وقوي الأمن الداخلي وفاعليات منطقة وادي خالد للاطلاع علي تفاصيل الحادثة, مؤكدا أنه سيتابع شخصيا التحقيقات في الحادث وتداعياته وداعيا الجميع إلي انتظار التحقيقات. وطالب الحريري أهالي وادي خالد بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوي الأمن الداخلي اللذين يضطلعان بدور وطني كبير في هذه المرحلة الحساسة وإلي قطع الطريق علي كل من يريد استغلال الوضع لإحداث شرخ بين مواطنين لبنانيين وبين مؤسستهم الشرعية العسكرية. كما قام نواب وشخصيات فاعلة بالمنطقة ومرجعياتها الدينية والاجتماعية بمتابعة مساعيهم لمعالجة الوضع وتطويق ذيول الحادث. وكان وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير قد التقي أمس في بيروت كلا من الرئيس الأسبق أمين الجميل ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة والنائبين وليد جنبلاط ومروان حمادة كلا علي حده. وأكد- خلال هذه اللقاءات- موقف بلاده الداعم لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره خصوصا في هذه المرحلة وتمسكها بالمحكمة الدولية والعدالة وبالقرارات الدولية بشأن لبنان. من ناحية أخري, دعا رئيس تيار المردة اللبناني النائب سليمان فرنجية, رئيس الوزراء إلي اتخاذ موقف شجاع وتاريخي يجعل منه شخصية تاريخية. وقال- في تصريحات له أمس- إن الحريري يعرف ماذا عليه أن يفعل.. إن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري رجل كبير جدا وجريمته لا يحملها لبنان, ولكن وحدة لبنان وأمنه أهم من كل شيء. وفي إشارة إلي اللقاء المسيحي الذي عقد أمس الأول في مقر البطريركية المارونية برئاسة البطريرك نصر الله صفير.. قال فرنجية إنه يري واجبه في أن يحمي الكنيسة لا أن يحتمي بها, معتبرا أن الضعيف يحتمي وراء كنيسته أما القوي فيقف أمامها ويدافع عنها. وانتقد فرنجية تصريحات المشاركين في اللقاء المسيحي وحملتهم علي قيادات المعارضة, رافضا استخدام منبر البطريركية المارونية للتهجم علي الآخرين, ومعتبرا أنه ليس من المناسب استغلال البطريركية واستغلال صرح ديني. وحذر فرنجية من تهور بعض السياسيين, داعيا إلي التعالي عن الأمور الشخصية, ومعتبرا أنه لايمكن لأي فريق أن يلغي الفريق الآخر أو أن يطلب منه إلغاء نفسه. وفي الرياض, قال وزير الخارجية السعودي, الأمير سعود الفيصل إن مباحثاته مع وزير خارجية إيطاليا تطرقت إلي الوضع في لبنان, مشيرا إلي أن المباحثات عكست الحرص المشترك علي أمن لبنان واستقراره وسلامة إقليمه. وأكد أن السعودية وأشقاءها العرب لن يدخروا جهدا لبلوغ هذه الاهداف لافتا إلي أن تحقيقها يظل مرهونا بيد القيادات اللبنانية أولا وأخيرا واستشعارهم بمسئولياتهم التاريخية وتغليب مصالح لبنان علي ما عداها من مصالح حزبية ضيقة. وطالب الفيصل كل الأطراف اللبنانية بضبط النفس والاستجابة للجهود المخلصة التي يبذلها الرئيس ميشيل سليمان والجلوس علي طاولة حل المشكلات القائمة بعيدا عن كل أجواء التوتر والتصعيد.