أظهرت بيانات حكومية يوم الاثنين أن عدد المدنيين الذين قتلوا في العنف بالعراق تراجع بشكل كبير خلال أكتوبر تشرين الاول على الرغم من حمام الدم الذي وقع في اليوم الاخير من الشهر في حصار مسلحين من القاعدة لكنيسة كاثوليكية. وطبقا لاحصاءات وزارة الصحة قتل في تفجيرات وهجمات اخرى 120 مدنيا الشهر الماضي مقارنة بعدد 185 قتيلا مدنيا في شهر سبتمبر ايلول. وهذه واحدة من اقل الاحصاءات الشهرية للقتلى المدنيين منذ تفجر العنف الطائفي في العراق عام 2006. ولم يتضح على الفور عدد قتلى عملية تحرير رهائن الكنيسة المحاصرة الذي تضمنته احصائية وزارة الصحة. وقال نائب لوزير الداخلية ان 52 من الرهائن وافراد الشرطة قتلوا في حصار الكنيسة. وطبقا لاحصاءات صادرة عن وزارتي الدفاع والداخلية قتل 20 جنديا و45 ضابط شرطة خلال الشهر الماضي مقارنة بعدد 33 جنديا و 55 ضابط شرطة على الترتيب في شهر سبتمبر. وقالت الوزارات ان 202 مدني و86 ضابط شرطة و75 جنديا أصيبوا بجروح في اكتوبر. جاء تراجع عدد الضحايا منذ اغسطس اب رغم توقعات باحتمال أن يسفر انهاء العمليات القتالية الامريكية في العراق في 31 اغسطس اب وتسليم المهام الامنية كاملة لقوات الامن العراقية عن تصاعد في الهجمات. ويستهدف المسلحون افراد الشرطة والجنود بهدف زعزعة الثقة في قوات الامن العراقية قبل انسحاب أمريكي كامل بنهاية العام القادم. وبينما تراجعت الهجمات التي تستهدف مواقع ذات أهمية وايقاع عدد كبير من الضحايا في الاسابيع السابقة على الحادي والثلاثين من اغسطس اب زادت الاغتيالات المحدودة النطاق بأسلحة كاتمة للصوت وسيارات ملغومة في سبتمبر واكتوبر. وربما كان بعض العنف بدافع سياسي وليس من تنفيذ مسلحين. وفشل قادة العراق في تشكيل حكومة عراقية جديدة منذ انتخابات مارس اذار ويجاهد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ضد تحالف متعدد الطوائف يدعمه السنة للسيطرة على الادارة القادمة في العراق. ومرت فترة طويلة نسبيا دون وقوع هجوم كبير حتى يوم الجمعة الماضي عندما قتل 22 شخصا في تفجير نفذه انتحاري في مقهى بمحافظة ديالى المضطربة ويوم الاحد احتجز مسلحون رهائن بكنسية كاثوليكية ببغداد. وتراجع العنف منذ ذروته اثناء الحرب الطائفية التي تفجرت عقب الغزو الاجنبي بقيادة الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين لكن لاتزال البلاد تشهد هجمات لمسلحين سنة أو ميليشيات شيعية بشكل يومي.