اعلنت قيادة حزب العمال الكردستاني الاثنين تمديد الهدنة التي اعلنتها في 13 اب/اغسطس الى حين اجراء الانتخابات العامة التركية المرتقبة في حزيران/يونيو، وذلك بعد يوم من الهجوم الانتحاري الذي وقع في اسطنبول ووجهت الاتهامات لمتطرفين من الحزب بارتكابه. وفي تصريحات نقلتها وكالة انباء الفرات القريبة من الحزب المتمرد، قالت قيادة الحزب انها قررت تمديد الهدنة حتى الانتخابات المقبلة. وجاء في بيان الحزب "قررت حركتنا .. تمديد فترة الهدنة حتى الانتخابات العامة التي ستجري في 2011 من اجل فرض عملية حل ديموقراطية على انقرة وضمان اجراء الانتخابات البرلمانية في تركيا في اجواء صحية". ولم يتم رسميا تحديد موعد الانتخابات العامة التركية المقبلة الا ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اعلن الشهر الماضي ان حزبه حدد الاسبوع الاول من حزيران/يونيو 2011. وذكرت وكالة الفرات ان قيادة الحزب نفت كذلك مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في ساحة تقسيم وسط اسنطبول الاحد وادى الى اصابة 32 شخصا. وجاء في بيان صادر عن المتمردين الاكراد "من غير الوارد بالنسبة الينا ان نقوم بمثل هذا العمل في وقت قررت فيه حركتنا تمديد الهدنة ... نحن غير ضالعين باي شكل من الاشكال في هذا الهجوم" كما اوردت الوكالة. وصرح وزير الداخلية بشير اتالاي ان المحققين عثروا على ادلة تتعلق بالتفجير، الا انه لن يتم التوصل الى نتيجة نهائية الا بعد فترة من الوقت. وصرح للصحافيين "لدينا نتائج .. ولكننا سنصدر تصريحا عندما نتاكد وبعد تقييم مختلف ابعاد الهجوم". واضاف انه لم يتم اعتقال اي شخص لعلاقته بالحادث الذي فجر خلاله انتحاري نفسه بالقرب من دورية للشرطة عند ساحة تقسيم اثناء محاولته الصعود الى حافلة للشرطة مما ادى الى اصابة 15 ضابطا و17 مدنيا. الا ان احدا لم يصب بجروح خطرة. واستخدم الانتحاري متفجرات ايه4 التي ضبطت مع العديد من مقاتلي حزب العمال الكردستاني مؤخرا في عملياتهم في انحاء مختلفة من تركيا، حسب صحيفة مليات اليومية. ونقلت صحيفة "راديكال" الليبرالية عن مسؤول امني بارز قوله ان الادلة تقود المحققين الى استبعاد الجماعات اليسارية المتطرفة. وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "الاشتباه الحقيقي يتركز على المنظمة الواضحة (حزب العمال الكردستاني) او بعض عناصرها الخارجين عن السيطرة او الذين انشقوا عنها". واشار بعض المراقبين الى ان الهجوم ربما كان من عمل متشددين في حزب العمال الكردستاني يعارضون الحوار وقد يشير الى خلاف بين صفوف الحزب المتمرد. وقال مراد كارايلان القائد البارز في حزب العمال الكردستاني الاسبوع الماضي ان الحزب لن يستهدف المدنيين ويرغب في تمديد الهدنة الى اجل غير مسمى اذا ما اظهرت انقرة التزاما بالتوصل الى حل سلمي للنزاع الكردي المستمر منذ 26 عاما. واعلنت مجموعة غامضة يقول حزب العمال الكردستاني انها خارجة عن سيطرته مسؤوليتها عن معظم الهجمات التي تشن على مدنيين. وتصر انقرة على ان هذه المجموعة هي واجهة لهجمات الحزب على المدنيين. وعقب فوزها في الاستفتاء الذي جرى في 12 ايلول/سبتمبر بشان الاصلاحات الدستورية، اطلقت انقرة مبادرة حذرة تهدف الى اقناع حزب العمال الكردستاني بالتخلي عن سلاحه. ويبدو ان السلطات اشركت زعيم الحزب المسجون عبد الله اوجلان في هذه الجهود حيث عمل محاموه كوسطاء وعقدوا لقاءات معه في سجنه في جزيرة ايمرالي. ورغم ان اوجلان مسجون منذ عام 1999 الا انه لا يزال يحظى بنفوذ في حزب العمال الكردستاني ويصدر الارشادات لعناصر الحزب من خلال محاميه. وفي تعليق على التفجير الانتحاري ندد اردوغان الاثنين بعدم وجود رد اوروبي كاف ضد الجماعات الارهابية، في اشارة واضحة لحزب العمال الكردستاني. وقال ان مثل هذه الهجمات "هي نتاج منظمات ارهابية والدول التي تتسامح معها"، دون الكشف عن اسماء محددة. وتتهم انقرة دولا اوروبية بالتساهل مع نشاطات حزب العمال الكردستاني على اراضيها وعم فرضها حظرا على منظمات ترتبط بالمتمردين. وكان حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ومعظم دول العالم على انه منظمة ارهابية، حمل السلام في وجه الحكومة التركية من اجل تحقيق الحكم الذاتي في المنطقة الجنوبية الشرقية التي تسكنها غالبية من الاكراد في تركيا في عام 1984 مما اشغل نزاعا اودى بحياة نحو 45 الف شخص.