دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم السبت الى تسوية سلمية للنزاعات البحرية بعد تفجر غضب صيني من اليابان بسبب جزر متنازع عليها اثار شكوكا بشأن احتمالات المصالحة بين القوتين الاسيويتين. وقال مسؤول أمريكي ان كلينتون الموجودة في فيتنام حيث تشارك الولاياتالمتحدة لاول مرة في قمة لدول شرق اسيا طلبت أيضا توضيحا بشأن سياسة الصين المتعلقة بتصدير المعادن النادرة وانها حصلت على تعهدات من وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي باستمرار التصدير. وكثفت الولاياتالمتحدة دبلوماسيتها الاسيوية في عهد ادارة الرئيس باراك أوباما حيث تشعر بقلق لاستبعادها من تجمعات مثل قمة شرق اسيا في الوقت الذي توسع فيه الصين حضورها الدبلوماسي والاقتصادي. الا أن خلافا بسبب الحدود البحرية أدى الى توتر العلاقات بين أكبر قوتين في اسيا مما خيم على قمة هذا العام وهي الخامسة منذ تأسيس التجمع في عام 2005. وقالت كلينتون في تصريحات أعدت لتلقيها أمام القمة "الولاياتالمتحدة لديها مصلحة وطنية في ضمان حرية الملاحة والتجارة المشروعة دون عوائق. وعندما تثور نزاعات حول الحدود البحرية فاننا ملتزمون بحلها سلميا استنادا الى القانون الدولي." وكان مسؤول بوزارة الخارجية الصينية اتهم اليابان يوم الجمعة بالاضرار بالاجواء بين البلدين بعد أن أثار وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا قضية جزر سينكاكو - والتي يطلق عليها بالصينية اسم دياويو - خلال اجتماع القمة. وتطالب كل من الصين واليابان بالسيادة على الجزر. وتدهورت العلاقات بين الصين واليابان الشهر الماضي بعد القاء خفر السواحل اليابانية القبض على قبطان سفينة صيد صيني بعدما اصطدمت سفينته بزورقين يابانيين بالقرب من جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي. واتخذ الجانبان خطوات لاصلاح العلاقات. وقال نائب أمين عام الحكومة اليابانية تيتسورو فوكوياما للصحفيين ان رئيس الوزراء الياباني ناوتو ناوتو كان ونظيره الصين وين جيا باو أجريا محادثات غير رسمية صباح يوم السبت. وسيكون لتجدد الخلاف الصيني الياباني تأثير على عدد من الزعماء المجتمعين في هانوي في قمة رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان). وقال دبلوماسي من جنوب شرق اسيا ان تجدد الخلاف سبب قدرا من التوتر. وتابع قائلا "يمكنكم ملاحظة التوتر بين الصين واليابان... لا أحد يرغب في أن ينحاز لاي من الجانبين." وهناك خلافات قديمة أيضا بين أربعة أعضاء في اسيان هم بروناي وماليزيا وتايوان والفلبين وفيتنام وبين بكين حول الحدود في بحر الصين الجنوبي وعبرت تلك الدول عن قلقها بسبب تزايد اصرار الصين على مطالبها. وفي يوليو تموز الماضي ردت الصين بنقد لاذع عندما اثار نصف المشاركين تقريبا في اجتماع أمني اقليمي لاسيان حضرته كلينتون مخاوف بشأن الامن البحري وبحر الصين الجنوبي. وفي واشنطن تطرق بي.جيه. كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية يوم الجمعة للخلاف الصيني الياباني مباشرة قائلا ان الولاياتالمتحدة تتوقع من الجانبين حل الخلاف من خلال الحوار. وتنضم الولاياتالمتحدة وروسيا رسميا يوم السبت الى قمة شرق اسيا التي يشارك فيها زعماء 16 دولة اسيوية. وهناك قلق كذلك بسبب القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة وهي مهمة لتصنيع منتجات التكنولوجيا الحديثة والتي تكاد الصين تحتكر انتاجها العالمي. وقال مسؤول ياباني يوم الجمعة ان الصين قدمت تأكيدات بأنها تريد الاستمرار في تصدير المعادن وفعل ذلك على نحو مستدام لا ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية. وأثارت كلينتون أيضا الموضوع في محادثاتها مع نظيرها الصيني. وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته "طلبت كلينتون توضيحا بشأن سياسة الحكومة الصينية بخصوص تصدير المعادن النادرة وحصلت على تعهدات." وقد تستمع كلينتون أيضا الى بعض الشكاوى من دول اسيان يوم السبت بشأن تدهور قيمة الدولار التي أدت الى ارتفاع حاد في قيمة معظم عملات المنطقة. وقال كيات سيثيرمورن أكبر مسؤول تجاري في تايلاند "الولاياتالمتحدة تتطلع الى سبل لحل مشكلات اقتصادية داخلية ولكن الطريقة التي يفعلون ذلك بها تؤثر على العملات في منطقتنا. "ولذلك فمن المحتمل أن نثير القضية مع الولاياتالمتحدة وليس الصين."