اعلن مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص الى افغانستان ريتشارد هولبروك الاحد ان عددا متزايدا من كبار قادة طالبان يبدون اهتماما في اجراء مفاوضات مع حكومة كابول المدعومة من واشنطن فيما يتزايد الضغط مع تكثف الحملة العسكرية التي تشنها قوات حلف شمال الاطلسي على المتمردين. لكن هولبروك المبعوث الاميركي الخاص الى افغانستانوباكستان حذر من ان الامر يقتصر حتى الان على "اتصالات ومباحثات" وليس مفاوضات سلام لانهاء حرب تدخل عامها العاشر. وقال "نلاحظ عددا اكبر من مسؤولي طالبان الكبار يقولون +نريد التفاوض+" مضيفا "نعتقد ان ذلك جاء الى حد كبير نتيجة الضغوط المتزايدة التي يتعرضون لها من قبل (قائد القوات الدولية في افغانستان) الجنرال (ديفيد) بترايوس وقيادة ايساف"، القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان التابعة للاطلسي. وتعليقات هولبروك التي جاءت في مقابلة بثتها شبكة "سي ان ان" تعتبر اخر اشارة على ان واشنطن تشجع الرئيس الافغاني حميد كرزاي على القيام بمبادرات سلام تجاه طالبان فيما تتطلع لبدء سحب قواتها من هذا البلد السنة المقبلة. وشكل كرزاي مجلسا اعلى للسلام لاجراء حوار مع طالبان ومجموعات متمردة اخرى. واشارت نيويورك تايمز الاسبوع الماضي الى انه عرض على قادة طالبان تامين مرورهم من قبل قوات الاطلسي من مخابئهم في باكستان وفي احدى الحالات تم نقلهم على متن مروحية تابعة لقوات الاطلسي الى كابول. واعتبر بعض المعلقين هذا التحول كجزء من استراتيجية "القتال والحوار" التي يعتمدها بترايوس بعدما امر بتكثيف هجمات الطائرات بدون طيار على مخابىء قادة طالبان مستخدما الاعداد الاضافية للقوات الدولية لاضعاف معاقل المتمردين في الجنوب. وحذر هولبروك الذي سبق ان خاض مفاوضات لانهاء حروب في نزاعات اخرى، من عدم توقع تسوية الحرب في افغانستان عبر مفاوضات سلام رسمية كما حصل في فيتنام او البوسنة. وقال "في هذه الحالة الخاصة وخلافا لهذين النزاعين، ليس هناك جهة واحدة واضحة يمكنك التحاور معها". واوضح "في افغانستان ليس هناك هو شي منه ولا سلوبودان مليوشيفيتش ولا سلطة فلسطينية. ثمة مجموعة متفرقة من الناس نسميها العدو". ولائحة المجموعات تشمل طالبان الافغانية بقيادة الملا محمد عمر والباكستانية وشبكة الحقاني والحزب الاسلامي وعسكر طيبة والقاعدة. والمجموعة الوحيدة التي استبعد هولبروك اجراء محادثات معها هي شبكة القاعدة. واكد تاليا ان "فكرة محادثات السلام او المفاوضات لا تغير شيئا في طريقة تطور الامور". لكنه اضاف ان الحرب لا يمكن الانتصار بها عسكريا لافتا الى "ضرورة وجود عنصر سياسي، ونحن ندرس كل جانب من هذا الامر". وكان هولبروك حذر في حديثه من دور باكستان في المحادثات لا سيما بعد التقارير التي اشارت الى انها تبقي على اتصالات مع مجموعات من طالبان بهدف الحفاظ على نفوذ لها في افغانستان بعد رحيل قوات الاطلسي. وقد قاومت باكستان الضغوط الاميركية للتحرك ضد الناشطين في وزيرستان الشمالية، المنطقة القبلية على حدودها الشمالية الغربية مع افغانستان حيث لجأ العديد من مجموعات الناشطين. والى جانب التهديد الذي تشكله للعمليات الاميركية وعمليات الاطلسي في افغانستان، فان مخابىء المتطرفين تستخدم ايضا قاعدة تدريب وتخطيط لهجمات ضد الغرب من قبل مجموعات مثل القاعدة. واضاف هولبروك "لقد بحثنا هذا الامر مع الباكستانيين والان هناك 70 الفا من قواتهم يعملون على تامين الاغاثة بعد الفيضانات" الكارثية التي شهدتها البلاد. وتابع "لست ادافع عن الجيش الباكستاني او اهاجمه، انهم يعرفون وجهات نظرنا بخصوص اهمية هذه المنطقة".