قتل متمردون اسلاميون أربعة أشخاص على الاقل يوم الثلاثاء أثناء محاولتهم السيطرة على برلمان الشيشان في هجوم انتحاري جريء أبرز اخفاق روسيا في قمع التمرد في المنطقة الجنوبية المضطربة. واقتحم ثلاثة متمردين مقر البرلمان في العاصمة الشيشانية جروزني الساعة 0845 بالتوقيت المحلي (0445 بتوقيت جرينتش) مع وصول النواب وشنوا الهجوم الذي استمر حتى اقتحمت قوات الحكومة المبنى. وأفاد مصدر من رويترز تحدث الى شاهد في مبنى البرلمان بأن متمردا فجر نفسه وأطلق متمردان اخران النار عشوائيا وأخذا يكبران. واختبأ المهاجمان الاخران في الدور الارضي من المبنى ثم فجرا نفسيهما عند اقتحام قوات موالية لرمضان قادروف زعيم الشيشان المقر. وقال قادروف في تصريح مقتضب "نفذت عملية خاصة للقضاء على المتمردين." وأضاف أنه أطلق سراح كل النواب وغيرهم ممن كانوا في المبنى. وكانت لجنة التحقيقات الاتحادية الروسية قالت في وقت سابق ان أربعة مهاجمين قتلوا. وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان المهاجمين احتجزوا عددا من الرهائن لكن لم يتسن التأكد من هذا الامر. وأصيب 17 شخصا على الاقل في الهجوم وهو من أجرأ الهجمات التي تشهدها جروزني منذ سنوات. ولم تتأثر أسواق الاسهم والسندات والعملات في روسيا بالهجوم وارتفع المؤشر القياسي للاسهم الروسية 0.8 في المئة. ويسعى زعماء روسيا لاحتواء تمرد اسلامي متنام في شمال القوقاز الذي يضم أقاليم فقيرة يمثل المسلمون غالبية سكانها على طول الحدود الجنوبية لروسيا. وأعلن الكرملين الانتصار في معركته مع الانفصاليين في الشيشان بعد حربين في الاقليم لقمع التمرد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 . وأنفقت الحكومة الاتحادية الاموال على اعادة بناء جروزني التي دمرتها الحربان وتباهى قادروف بأن الشيشان أكثر هدوءا من منطقتي داغستان والانجوش المجاورتين. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي ان القتال في شمال القوقاز هو أكبر مشكلة داخلية تواجه روسيا. ويقول نشطون في مجال حقوق الانسان ان الكرملين يعتمد منذ فترة طويلة على قادة محليين وقوات الامن التي أدت أساليبها العنيفة الى تفاقم التمرد. واستندت سياسة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في الشيشان على دعم قادروف المتمرد السابق الذي انضم الى صفوف الموالين لروسيا مع اندلاع حرب الشيشان الثانية. وقال يفجيني فولك وهو محلل سياسي في مؤسسة يلتسن البحثية ومقرها موسكو "الرهان على قادروف الذي وعد بأن تصبح الامور تحت السيطرة خاسر." وتحدث بوتين وميدفيديف مع قادروف عبر الهاتف بشأن هجوم يوم الثلاثاء في لفتة لدعم زعيم الشيشان. ولم يعلق متحدث باسم قادروف فورا على الامر. ويرى قادة محليون أن مزيجا من الخلافات العشائرية والفقر والنزعة الاسلامية والاساليب العنيفة التي تتبعها وكالات تنفيذ القانون أوقع الشبان في شرك المتمردين الذين يسعون لاقامة دولة في منطقة القوقاز تطبق الشريعة الاسلامية. وقال فولك "امكانات هذا التمرد كبيرة.. تغذيه دائما البطالة والفقر.. أرى أن الكرملين استنفد ما لديه من أفكار لحل هذه المشكلة."