قال التلفزيون الحكومي الايراني يوم الاثنين ان القائد الايراني الاعلى ايه الله علي خامنئي دعا القوى السياسية العراقية الى الاتفاق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. ولم يتمكن قادة العراق منذ الانتخابات التي أجريت في مارس اذار وحتى الان من التوصل الى اتفاق بشأن الحكومة الجديدة مما أثار المخاوف من تجدد العنف الطائفي بين السنة والشيعة. ووصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يسعى لولاية ثانية يوم الاثنين الى طهران سعيا من أجل حشد التأييد. ونالت ايران الشيعية نفوذا كبيرا في بغداد منذ سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي شن حربا استمرت ثماني سنوات ضد ايران في الثمانينات. ولم يتحمس قادة ايران لتأييد حصول المالكي على فترة جديدة الذي تعتبره ايران مستقلا بشكل عام. وحصل كثير من الاحزاب الشيعية العراقية التي تهيمن على العراق الان على رعاية ايران خلال سنوات نفيها الطويلة أثناء حكم صدام. ويبدو أن ايران قد أقنعت هذا الشهر حركة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر التي تدعمها ايران والمعادية للولايات المتحدة بالتحالف مع المالكي لضمان بقاء الشيعة على رأس السلطة في العراق. وقال خامنئي للمالكي الذي يزور ايران لمدة يوم واحد "يجب أن يركز كل السياسيين والمسؤولين في العراق على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن." وتشعر الولاياتالمتحدة وجيران العراق العرب بالقلق من تزايد النفوذ الايراني في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط. وتريد الدول العربية أن يشكل المالكي حكومة وحدة وطنية تضم أيضا قائمة العراقية متعددة الطوائف والتي تحظى بتأييد السنة والتي حصلت على 91 مقعدا من اصل 325 مقعدا في البرلمان وهو اكبر عدد حصلت عليه كتلة واحدة. وفازت قائمة دولة القانون بعدد 89 مقعدا. وقبل الانسحاب الكامل للقوات الامريكية من العراق في نهاية العام القادم يدخل العراق في مرحلة جديدة من غياب اليقين. لكن خامنئي قال ان "المحتلين" هم مصدر اضطراب الامن في العراق. وكثيرا ما يتهم المسؤولون العراقيون والامريكيون ايران بمحاولة اثارة المشاكل في العراق عن طريق السماح بعبور السلاح والعملاء والاموال عبر حدودها وهو ما تنفيه ايران. وقطعت طهرانوواشنطن علاقاتهما الدبلوماسية بعد وقت قصير من قيام الثورة الاسلامية عام 1979. وقادت واشنطن جهودا دبلوماسية تستهدف عزل ايران بسبب انشطتها النووية التي تقول انها مجرد غطاء لمحاولة صنع قنبلة وهو ما تنفيه ايران ايضا. وقال خامنئي "أتمنى على الله القدير أن ينهي خطر أمريكا على العراق بأسرع ما يمكن... هذا سيحل مشاكل امة العراق." وفي اجتماع منفصل مع المالكي اعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن أمله في انه "مع تشكيل الحكومة العراقية سوف تنتهي الفترة الصعبة للشعب العراقي" وذلك بحسب ما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية. وأضاف الرئيس الايراني "ايران تؤيد تماما عراقا موحدا وقويا ومستقلا يكون في خدمة الشعب العراقي... وتقدم المنطقة."