كابول (رويترز) - لا يعطي مسعى الرئيس الافغاني حامد كرزاي لبدء محادثات سلام مع طالبان بشروط صعبة فشلت من قبل أملا يذكر في وضع نهاية للحرب المستمرة منذ قرابة عشرة أعوام. ولطالما دافع كرزاي عن اجراء محادثات مع المتشددين واعترف المتحدث باسمه بأن هناك اتصالات متقطعة منذ عامين وكشف الرئيس مؤخرا النقاب عن قائمة بأعضاء المجلس الاعلى للسلام لاطلاق وادارة اي عملية للمحادثات. ويقول مؤيدون للمحادثات وهم كثر من القصر الرئاسي في كابول الى العواصم الاوروبية وحتى واشنطن ان قادة طالبان بدأوا يتواصلون ايضا. ويقول مقاتلو طالبان الذين أرهقهم القتال انهم لا يثقون بنوايا مضيفيهم في باكستان على المدى الطويل ويخشون من أنهم اذا سيطروا سيطرة عسكرية كاملة على أفغانستان سيجف الدعم الدولي وقد يهمشهم جيل جديد صاعد من المتشددين. ولحركة طالبان اليد العليا من الناحية العسكرية على الرغم من وجود نحو 150 الف جندي أجنبي. وينتشر النفور من القوات الاجنبية على نطاق واسع وتنظر الغالبية الى حكومة كرزاي على أنها فاسدة أو تفتقر للكفاءة. والشروط التي يقترحها كرزاي تكرار للاتفاق الذي كان يحاول تسويقه لسنوات دون ان يحالفه النجاح وهو القاء السلاح وقبول الدستور ونبذ العنف ونبذ تنظيم القاعدة في مقابل الحصول على مكان في حكومته. وقال دعد نوراني الكاتب والمحلل الافغاني "ماذا ستجني طالبان من المحادثات والانضمام الى الحكومة.. تعتبر حركة طالبان نفسها منتصرة في الحرب منذ سيطرت على الجنوب والشرق واخترقت الشمال. في ظل هذا الوضع سأصف أي أمل بأنه هزلي." وتبنى مجلس قبلي كبير في يونيو حزيران خطة كرزاي لتشكيل مجلس للسلام لمحاولة اقناع قادة طالبان بالانضمام الى المحادثات مع استخدام الاموال والمساعدات الاخرى لاغراء المقاتلين بتغيير ولاءاتهم. لكن نوراني يقول ان الظروف غير الواقعية دفعت عضوا كبيرا سابقا في طالبان شارك في محادثات غير مباشرة من قبل هو عبد السلام ضعيف الى رفض دعوة للانضمام الى مجلس السلام. وقال رئيس الوزراء السابق احمد شاه احمدزاي "طالبان لا تعترف بحكومة كرزاي لكن الحكومة تقول تعالوا سلموا أسلحتكم واقبلوا الدستور. "لا يمكن أن تسير الامور بهذا الشكل. هذه ليست محاولة لتحقيق السلام." ويقول مات والدمان زميل جامعة هارفارد وهو على اتصال بالمتمردين ان عرض كرزاي يلقي بظلال من الشك على ما اذا كان هو وواشنطن مهتمين بالفعل بالسعي الى حل من خلال التفاوض. وكتب والدمان المستشار الدفاعي والامني السابق للبرلمانين البريطاني والاوروبي في رسالة بالبريد الالكتروني لرويترز "تنظر طالبان للشروط التي وضعوها على أنها دعوة للاستسلام ليسوا على استعداد لقبولها." وقبل وبعد استعادة نشاطها طالبت حركة طالبان بطرد القوات الاجنبية كشرط للانخراط في أي محادثات مع كابول. ومع استعداد الرئيس الامريكي باراك أوباما لخفض أعداد القوات تدريجيا اعتبارا من يوليو تموز فان بعض من هم في كابول يعتقدون أنه ربما تكون لديهم فرصة لا مثيل لها الان لكسب تأييد طالبان وحماية بلادهم من أعوام من القتال المدمر. ويأتي نجاح طالبان في الحرب على الرغم من قتل واعتقال بعض الشخصيات المهمة في الاعوام الاخيرة خاصة بعد زيادة القوات الامريكية منذ العام الماضي. ويقول محللون انه ربما تكون العناصر الاكبر سنا من طالبان اكثر ميلا الان لتأييد انهاء الحرب عن طريق التفاوض لضمان حصة اكبر في السلطة وقت السلم. وقال احمد رشيد الكاتب الباكستاني وخبير الشؤون الافغانية "اذا لم يجروا محادثات الان مع طالبان فستصبح قيادتها اكثر تشددا. هناك كثيرون من جيل جوانتانامو سيصبحون قادة وهم مقربون للقاعدة جدا ومتشددون للغاية." وأضاف "اذا قتلت القيادات الاكبر سنا ولم تتعامل معها فان هذه الدفعة الجديدة ستسيطر خلال عامين ولن ترغب في اجراء محادثات على الاطلاق وستكون في وضع أخطر كثيرا."