اسلام اباد (رويترز) - أغلقت السلطات الباكستانية التي غضبت بسبب تكرار غارات طائرات الهليكوبتر التابعة لحلف شمال الاطلسي على مدى الاسبوع الماضي طريقا يستخدم لتوصيل الامدادات للقوات في أفغانستان. وقال مسؤولون يوم الجمعة ان من يشتبه انهم متشددون في باكستان أضرموا النيران في اكثر من 20 صهريجا محملا بالوقود لقوات الحلف في أفغانستان بعد يوم من مقتل ثلاثة جنود باكستانيين في غارة جوية شنتها طائرات الحلف عبر الحدود. فيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة عن هذا الطريق الاستراتيجي الذي هو جزء من شبكة ضرورية لجهود الولاياتالمتحدة لتهدئة الوضع في أفغانستان. * هل سيضر هذا بتحالف حلف شمال الاطلسي في أفغانستان؟ أشارت الخطوة الى توتر بين الولاياتالمتحدة التي تقود قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستانوباكستان التي هي دولة على الخط الامامي في الحرب الامريكية ضد التشدد. كانت باكستان قد قالت انها ستبحث "خيارات الرد" اذا واصلت قوات حلف الاطلسي انتهاك سيادتها. جاء تصعيد الهجمات بطائرات بلا طيار في سبتمبر ايلول لتصل الى مستوى شهري قياسي بلغ 21 منذ بدأت الغارات عام 2008 ليجعل باكستان اكثر حساسية لمسائل السيادة. لكن مثلما أظهرت غارات الطائرات بلا طيار فان الكثير من المسائل في العلاقة بين الولاياتالمتحدةوباكستان لا تتخذ لونا أسود ولا أبيض وبالتالي فان المساحات الرمادية التي يفرزها هذا تتيح مجالا للوصول الى حلول وسط مما يجعل حلها أسهل. ويقول محللون ان العمليات تعتمد على معلومات مخابرات باكستانية. وأبرز اغلاق الحدود النفوذ الذي تتمتع به باكستان على واشنطن فيما تسعى القوات الامريكية جاهدة لاحتواء تمرد طالبان قبل بدء انسحابها في يوليو تموز 2011 . غير أنه من غير المرجح أن تستمر باكستان في اغلاق الحدود لفترة طويلة لادراكها أنها لا تستطيع اغضاب حليف يمدها بمساعدات عسكرية قيمتها مليارا دولار في العام. وربما يكون استمرار تدفق الاموال الاجنبية اكثر أهمية من اي وقت مضى فيما تحاول باكستان التعافي من اثار فيضانات صيفية ألحقت أضرارا بمليارات الدولارات. والعلاقات بين اسلام اباد وواشنطن في كل الاحوال محفوفة بالمشاكل. ومن غير المرجح أن يضر اغلاق الحدود - وهي ليست المرة الاولى التي تغلق فيها - بالعلاقات بدرجة تؤثر على الحرب في أفغانستان. * أين يمر الطريقان؟ هناك طريقان عبر باكستان الى أفغانستان. يمر ذلك الذي أغلق عبر ممر خيبر في شمال غرب باكستان الى بلدة تورخام الحدودية ثم الى كابول. وهذا هو أسهل طريق بري للامدادات والمعدات العسكرية الى أفغانستان عن طريق السفن الى ميناء كراتشيالباكستاني ثم بالشاحنات عبر باكستان والى أفغانستان. اما الطريق الاخر فهو من خلال بلوخستان في باكستان ثم الى بلدة تشامان الحدودية ثم مدينة قندهار بجنوب أفغانستان. ولم يكشف الجيش الامريكي او حلف شمال الاطلسي عن تفاصيل بشأن الامدادات التي يحصلون عليها عن طريق باكستان او تفاصيل ما يصلها من خلال الطريقين. وتقول وزارة الدفاع الامريكية ان الجيش الامريكي يرسل 75 في المئة من الامدادات للحرب الافغانية اما من خلال او فوق باكستان بما في ذلك 40 في المئة من الوقود. وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان المعدات الحساسة مثل الذخيرة والاسلحة والمعدات الخطيرة يتم نقلها بالطائرات. * ما هو البديل؟ أجبرت هجمات متشددي طالبان الولاياتالمتحدة والقوات الغربية الاخرى على البحث عن بدائل من خلال وسط اسيا وروسيا الى شمال أفغانستان. وتم تدشين شبكة التوزيع الشمالية كما تطلق عليها الولاياتالمتحدة عام 2009 . وتتضمن روسيا ولاتفيا وجورجيا واذربيجان وقازاخستان وطاجيكستان واوزبكستان. وتدير الولاياتالمتحدة ايضا قاعدة جوية عسكرية في قرغيزستان وهي محور دعم مهم للعمليات في أفغانستان الى جانب أنها نقطة لاعادة تزويد الطائرات بالوقود.