عاد الموفد الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل الثلاثاء الى المنطقة في محاولة لانقاذ مفاوضات السلام المباشرة، في وقت حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل مسؤولية اي وقف محتمل لهذه المفاوضات بين الفلسطينيين والدولة العبرية. وقال عباس لفرانس برس في الطائرة التي اقلته من باريس الى عمان ان "من قرر استمرار الاستيطان هو من قرر وقف المفاوضات". الا ان الرئيس الفلسطيني اكد من جهته "لا زلنا معنيين بنجاح مفاوضات جدية وحقيقية مع ضرورة وقف الاستيطان"، مؤكدا انه سيعلن "قرارات تاريخية" امام لجنة المتابعة العربية في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر المقبل. وفي المساء، اعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس ان عباس تلقى اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "اكدت فيه استمرار الجهود الاميركية المتعلقة بالعملية السلمية في الايام المقبلة، وقالت انها ستستمر بالتواصل مع الرئيس عباس لوضعه في صورة ما يتم الوصول اليه مع الجانب الاسرائيلي". واضاف ابو ردينة انها "اكدت ان الجهود الاميركية مستمرة حتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وقال ان كيلنتون "ابلغت الرئيس عباس ان ميتشل سيبقى في المنطقة لاجراء محادثات مع قادة المنطقة". واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي في وقت سابق ان ميتشل "سيبقى على الارجح في المنطقة وسيجري مشاورات اخرى مع قادة في المنطقة قبل ان يعود الى الولاياتالمتحدة". واضاف "علينا ان نجد السبيل لمساعدة الجانبين على حل المشكلة الفورية ومواصلة المفاوضات"، مشددا على ضرورة "التعامل مع انعدام الثقة الكبير الذي تراكم مع الاعوام". ومساء الثلاثاء، التقى ميتشل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في تل ابيب من دون ان يصدر اي بيان اثر الاجتماع. وسيلتقي ميتشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء على ان يجتمع بعباس الخميس في رام الله بالضفة الغربية. واعلن نتانياهو الثلاثاء انه سيلتقي عباس في تشرين الاول/اكتوبر في باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وفق بيان صادر عن مكتبه. وافاد البيان ان نتانياهو تحادث هاتفيا مع كلينتون ومع ساركوزي وقبل دعوته الى باريس للقاء الرئيس الفلسطيني. وقال نتانياهو "امل ان تستمر مباحثاتي المفيدة مع ابو مازن. هذا امر اساسي". واضاف "اؤمن من كل قلبي اننا قادرون على التوصل الى اتفاق-اطار خلال سنة وتغيير تاريخ الشرق الأوسط". وباتت مفاوضات السلام التي استؤنفت في الثاني من ايلول/سبتمبر باشراف الولاياتالمتحدة بعد اشهر طويلة من الجهود الدبلوماسية المكوكية الشاقة، على شفير الانهيار مع انتهاء مدة قرار اسرائيلي صدر في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وقضى بتجميد جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية. واستؤنف البناء ولو بشكل محدود الاثنين في بعض مستوطنات الضفة الغربية عند انتهاء العمل بقرار التجميد ليل الاحد. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان نتانياهو يمتنع عن توجيه اي انتقاد الى عباس لتفادي اعطائه حجة اضافية للانسحاب من المفاوضات المباشرة. ونقلت الاذاعة عن دبلوماسي رفيع ان العديد من السفراء الاسرائيليين حذروا من تداعيات عزل اسرائيل. وقال هذا الدبلوماسي ان "اسرائيل مهددة بدفع ثمن باهظ اثر استئناف البناء في المستوطنات. لا احد في العالم يفهم موقف اسرائيل الذي فحواه انه يمكن التفاوض في موازاة استئناف البناء في المستوطنات". وفي هذا الاطار، اعربت روسيا الثلاثاء عن "قلقها" على مستقبل المفاوضات بعدما ابدت الولاياتالمتحدة الاثنين "خيبة املها" ومثلها الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. لكن نتانياهو اضطر الى الخروج عن صمته ليتنصل من تصريحات ادلى بها وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي دعا امام الجمعية العامة للامم المتحدة الى "تبادل اراض مع سكانها" كحل للنزاع، في موازاة دعوته الى "اتفاق انتقالي بعيد المدى" رافضا اي تسوية نهائية. واورد بيان صادر عن مكتب نتانياهو ان "رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو هو الذي يهتم بالمفاوضات الدبلوماسية. والتدابير المختلفة في شان السلام سيتم تحديدها فقط حول طاولة المفاوضات وليس في اي مكان اخر". واضاف البيان ان خطاب ليبرمان "لم يتم التنسيق في شانه مع رئيس الوزراء". ورغم صفته الرسمية، لا يشارك ليبرلمان في مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.