القدس/باريس (رويترز) - ارجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين تنفيذ تهديد أعلنه سلفا بالانسحاب من محادثات السلام مع اسرائيل ليترك متسعا من الوقت أمام الدبلوماسية لانقاذ المفاوضات من الانهيار بسبب خلاف حول استئناف اسرائيل البناء الاستيطاني. وقالت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والامم المتحدة انها شعرت بخيبة أمل لرفض اسرائيل تمديد تجميد البناء الاستيطاني الذي أمر به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل عشرة شهور دعما لبدء محادثات السلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي.جيه.كرولي "نحن نقر بأنه في ضوء القرار (الاسرائيلي) أمس لا تزال تواجهنا أزمة يتعين علينا التغلب عليها وليس هناك مفاوضات مباشرة مقررة عند هذه النقطة." وقال مسؤولون اسرائيليون انه من المنتظر أن يصل مبعوث السلام الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الى القدس يوم الثلاثاء في مهمة لانقاذ العملية. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عقب محادثات مع عباس في باريس يوم الاثنين ان الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبلا دعوته لمحادثات سلام قبل نهاية أكتوبر تشرين الاول تم توجيه الدعوة الى الرئيس المصري حسني مبارك لحضورها أيضا. وبدأت معدات الحفر العمل في ثلاث مستوطنات على الاقل بالضفة الغربيةالمحتلة لكن لم تظهر مؤشرات تذكر خلال عطلة يهودية تمتد لاسبوع على حدوث استئناف واسع النطاق للبناء في أعقاب انقضاء فترة تجميد البناء الاستيطاني الذي استمر 10 شهور منتصف ليل الأحد. وقال وزير الاسكان الاسرائيلي أرييل أتياس لموقع واي نت الاخباري "كل شيء رمزي الان". الامر الذي يثير علامات استفهام حول ما اذا كان وزير الدفاع ايهود باراك الذي تشرف وزارته على الانشطة الاسرائيلية في الضفة الغربية سيوافق على منح تراخيص بناء جديدة. وهناك مهلة مدتها أسبوع على الاقل امام الجهود الدبلوماسية الامريكية لتجنب ما من شأنه أن يمثل احراجا كبيرا للرئيس الامريكي باراك أوباما وهو انهيار عملية السلام التي انطلقت في البيت الابيض قبل أربعة أسابيع فقط. وقال عباس الذي هدد سابقا بالانسحاب من المفاوضات في حال عودة البناء الاستيطاني انه سيرجئ قراره الى ما بعد اجتماع لجنة المتابعة بالجامعة العربية في الرابع من اكتوبر تشرين الثاني وبعد المشاورات مع مجلس منظمة التحرير الفلسطينية. واضاف في مؤتمر صحفي مع ساركوزي "لن تكون لنا ردة فعل الان سريعة لنقول لا او نعم.. نريد او لا نريد." وقال عباس "نتنياهو الذي اعطى عشرة اشهر وقف جزئي ( للاستيطان)ولم يكن هناك مفاوضات من باب اولى ان يعطي ثلاثة او اربعة اشهر والمفاوضات تجري حتى يسهل هذه العملية." وقال الرئيس الفرنسي "يجب وقف المستوطنات". ويخشى الفلسطينيون من أن تحرمهم المستوطنات التي بنيت على أراض استولت عليها اسرائيل من الاردن في حرب 1967 من الدولة القابلة للحياة التي يأملون في اقامتها بالضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس المعارضة لجهود عباس السلمية. وقال عباس في باريس انه على ثقة من أنه لاتزال هناك فرصة أمام تسوية سلمية وبالتالي ستقام "الدولة الفلسطينية". وأردف عباس أن معظم الاسرائيليين يريدون السلام ويدركون أنه لا حياة لهم من دون سلام. ووصف نتنياهو المطالب بتمديد التجميد المفروض على البناء الاستيطاني بأنها شروط مسبقة غير مقبولة لمحادثات السلام وأضاف أن قضية الاستيطان يتعين حسمها على مائدة التفاوض. وتحدى زعيم اليمين الاسرائيلي نداء أوباما لتمديد الحظر وتجنب استعداء الاحزاب المؤيدة للمستوطنين في الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه. وقال نتنياهو في بيان صدر بعد دقائق من انتهاء التجميد عند منتصف الليل "اسرائيل مستعدة لان تواصل خلال الايام المقبلة الاتصالات المستمرة لايجاد سبيل لمواصلة محادثات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية." وفي وقت سابق حث نتنياهو المستوطنين الاسرائيليين على التحلي بضبط النفس عند انقضاء أجل التجميد ولم يستبعد احتمال الحد من نطاق النشاط الاستيطاني الجديد وهي رسالة بدا أنه يسلط الضوء عليها في ندائه لهم. وفي واشنطن قال بي. جيه. كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية في بيان ان السياسة الامريكية بشأن بناء المستوطنات لم تتغير مضيفا " مازلنا على اتصال وثيق بالطرفين وسنلتقي معهما من جديد خلال الايام المقبلة." وقال نبيل ابو ردينة احد المتحدثين باسم عباس لاذاعة صوت فلسطين ان الفلسطينيين ينتظرون سماع الموقف الامريكي او سماع اخر ما لدى الامريكيين بشأن الموقف الاسرائيلي مشيرا الى أنهم حتى هذه اللحظة هم يزالون ينتظرون. وكان نتنياهو قد فرض تجميد الانشطة الاستيطانية الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية في نوفمبر تشرين الثاني تحت ضغط من أوباما لدفع عباس للعودة الى المفاوضات المباشرة بعد توقف دام 20 شهرا. ولم يشمل الحظر المنازل التي كان يجري انشاؤها وتشير احصاءات حكومية أنه يجري حاليا بناء قرابة 2400 وحدة على الاراضي التي يريدها الفلسطينيون دولة لهم. وتعهد المستوطنون اليهود بالبدء في بناء نحو الفي منزل لكن لن يتم ذلك قبل بداية الاسبوع المقبل بعد نهاية عيد المظلة لدى اليهود. ويحصل كثير من الاسرائيليين على اجازة من العمل وتتوقف معظم الانشطة خلال تلك العطلة. ويعني تشديد الاجراءات الامنية الاسرائيلية خلال العطلة التي تستمر اسبوعا عدم تمكن العمال الفلسطينيين الذين يشكلون الجانب الاكبر من فرق البناء بالمستوطنات من الوصول الى مواقع البناء. وقال شاؤول جولدشتاين أحد زعماء المستوطنين انه قد تكون هناك مشاكل في بدء مشاريع الاسكان. وأضاف لاذاعة الجيش الاسرائيلي "لدينا مشكلة خطيرة هي انعدام الثقة في قرارات الحكومة ومن ثم لم يبدأ قطاع كبير من شركات الانشاء الخاصة البناء بعد." وتابع "تريد أن ترى ما يحمله المستقبل وتتأكد أن كل شيء سيصبح على ما يرام. شجعناها على البدء" في البناء. ويعيش زهاء 500 الف يهودي في ما يزيد عن 100 مستوطنة اقيمت في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية على اراض احتلتها اسرائيل عام 1967 . وتعتبر محكمة العدل الدولية هذه المستوطنات غير مشروعة لكن اسرائيل ترفض هذا. ويعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني في نفس المناطق.