مدريد (رويترز) - يستعد الاسبان لتعطل وسائل المواصلات في اضراب عام تمت الدعوة اليه يوم الاربعاء لكن توقف العمل لن يكون كافيا كي تعيد الحكومة الاشتراكية النظر في خططها للتقشف. ودعت جماعات عمالية اسبانية الى أول اضراب عام منذ ثماني سنوات احتجاجا على اجراءات خفض الانفاق التي تقول الحكومة انها لازمة لتهدئة المخاوف من احتمال انزلاق البلاد الى أزمة ديون ستهدد عملة اليورو الموحدة. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة الباييس أن تسعة في المئة فقط من عمال اسبانيا يعتزمون بشكل مؤكد عدم الذهاب الى العمل في 29 سبتمبر ايلول وهي نسبة لا تكفي لاثارة أزمة سياسية لرئيس الوزراء الاشتراكي خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو. ومن غير المرجح أن يعطل الاضراب ميزانية عام 2011 التي وضعها ثاباتيرو والتي يطرحها للنقاش يوم الجمعة بعد ابرام اتفاقات مع نواب بشأن تخفيضات كبيرة للانفاق العام. وقال تشارلز باول الاستاذ بجامعة (سي.اي.يو-سان بابلو) بمدريد ان الاضراب "من المؤكد لن يسقط الحكومة التي ستستطيع أن تتحدث وتستمر الحياة. في الوقت نفسه ستنقذ النقابات العمالية ماء وجهها لان كثيرين سيشاركون." وحيث ان واحدا من كل خمسة أشخاص في اسبانيا عاطل عن العمل فان أغلبية تعتبر الاضراب مبررا وقد تتلقى نسبة الاقبال دفعة من العمال الغاضبين من الفوضى التي ستواجه وسائل النقل العام. يأتي الاضراب في أعقاب احتجاجات ضد اجراءات التقشف واصلاحات المعاشات التي اتخذت في فرنسا واليونان فيما تحاول حكومات اوروبا خفض الميزانيات في فترة ما بعد الكساد. وتعتزم جماعات عمالية في بروكسل واثينا ومدن أخرى في أنحاء اوروبا تنظيم احتجاجات في 29 سبتمبر تضامنا مع اسبانيا. وكان الاقبال ضعيفا على اضراب جرى في يونيو حزيران للعمال الحكوميين الاسبان الذين سيتم خفض رواتبهم خمسة في المئة لان العمال رأوا أنه لا مفر من اجراء التخفيضات بعد أن ضغط زعماء الاتحاد الاوروبي الاخرين على ثاباتيرو لخفض العجز. وقضى زعماء اكبر نقابتين في البلاد يمثلان 2.4 مليون من عمال اسبانيا البالغ عددهم 23 مليون عدة اشهر يتجولون في أنحاء البلاد ويعقدون المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة. وللترويج للاضراب عرض اتحاد نقابات العمال سلسلة من التسجيلات على موقع يوتيوب على الانترنت تصور رئيس عمل مجحف بشكل كاريكاتيري وهو يتعامل مع موظفيه بلطف ويلقي بتعليقات معادية للجنس الاخر ويلعب في مكتبه. وقال توني فيرير أمين عام اتحاد نقابات العمال لشؤون العمل النقابي لرويترز "التكهنات هي أن يكون الاضراب العام في اسبانيا اكثر نجاحا من (اضراب) فرنسا حيث أضرب ما بين 2.5 وثلاثة ملايين عامل." وتأمل النقابات استغلال الغضب من اصلاحات ثاباتيرو لسوق العمالة التي تجعل التعيين والفصل من العمل أرخص علاوة على خطط رفع سن المعاش من 65 الى 67 عاما. وستتأثر الطائرات والقطارات والحافلات بشدة غير أن النقابات اتفقت على استمرار ما بين 20 و40 في المئة من الرحلات الدولية. وقالت بعض نقابات المعلمين والاطباء انها لن تنضم الى الاضراب. وفي مايو ايار زادت التهديدات بالاضراب العام من قلق الاسواق بشأن اسبانيا فيما خشي مستثمرون من أن دول منطقة اليورو الاضعف قد تواجه نفس مصير اليونان. الان ينظر الى الاضراب كتحرك رمزي اكثر من كونه مؤشرا على استمرار الغضب الذي قد يفرض تغييرا في السياسة. وقال جيليس مويك الاقتصادي في دويتشه بنك "لن يشعر المستثمرون بالخوف حقا الا اذا بدت النقابات غير مسيطرة على الحشود او اذا استمرت الاضرابات والمظاهرات لايام." وأضاف "حين تنظر الى استطلاعات الرأي يبدو أن الناس الى حد كبير مستسلمون وأنهم يفهمون أنه ليس هناك من بديل امام اسبانيا في الوقت الراهن." غير أن هناك احتمالا بأن يثور توتر في شمال وشمال غرب اسبانيا حيث ينظم عمال تعدين الفحم احتجاجات منذ أسابيع لعدم حصولهم على رواتبهم. ويتعرض قطاعهم المدعوم لتهديد من قواعد الاتحاد الاوروبي للتجارة الحرة والبيئة. كانت الحكومة قد قالت انها لن تجبر على التراجع عن التزامها بخفض العجز الى هدف الاتحاد الاوروبي وهو ثلاثة في المئة بحلول عام 2013 . وقالت وزيرة الاقتصاد ايلينا سالجادو في مقابلة اذاعية "أعتقد أن النقابات التي دعت الى الاضراب تدافع عن مصالح العمال لكنها ربما لم تضع في اعتبارها الظروف الاقتصادية في الوقت الحالي."