القاهرة (رويترز) - قالت الوحدة المصرية لشركة هاينكن انها تركز على بناء نشاطها في مجال النبيذ -وهي تجارة غير معتادة لعملاق صناعة البيرة- وتريد تحويل تركز المبيعات من السائحين الى المستهلكين المحليين. واشترت هاينكن شركة الاهرام للمشروبات المملوكة للدولة سابقا والتي تسيطر على سوقي البيرة والنبيذ في مصر مقابل حوالي 300 مليون دولار في عام 2002 مما أضاف للشركة الهولندية ثاني أكبر وحدة لصناعة النبيذ بعد تشيلي. وقال مارك بوسان الرئيس التنفيذي للوحدة المصرية ان النبيذ يجلب حوالي خمس الايرادات السنوية للاهرام للمشروبات التي تبلغ ملياري جنيه مصري (350 مليون دولار) بينما تأتي معظم النسبة الباقية من هاينكن وستلا وأنواع أخرى من منتجات البيرة. لكن لا يأتي من السكان المحليين سوى 20 بالمئة من مبيعات النبيذ حيث يدين 90 بالمئة من المصريين البالغ عددهم 78 مليون نسمة بالاسلام. وتفرض الحكومة المصرية أيضا قيودا على اعلانات شركات الخمور لكنها لا تحظرها حيث تمثل السياحة 11 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. وقال بوسان في تصريحات أجيز نشرها يوم الاحد "نحن سعداء بأعداد السائحين لكننا نعتبر ذلك أكثر تقلبا من السوق المحلية." وتابع قائلا "من حسن الحظ أن البلاد لم تواجه أي هجمات ارهابية أو تهديدات خلال السنوات الماضية." وبالاضافة الى البيرة والنبيذ تنتج الشركة فيروز وهو شراب شعير خال من الكحول وتصدره الى السعودية. وفي مصر تتنافس هاينكن مع بيبسي وكوكاكولا في سوق المشروبات الخالية من الكحول. وتسعى الشركة لتعزيز سوق النبيذ المحلية مما يشكل تحديا بسبب الشكاوى المتعلقة بجودة النبيذ المصري منذ تأميم الاهرام للمشروبات في 1963. وقال بوسان ان هاينكن عينت ادارة جديدة في عام 2006 وأنفقت حوالي عشرة ملايين يورو (13 مليون دولار) على تطوير الجودة مثل شراء معدات جديدة في السنوات الثلاث الى الاربع الماضية. وخفضت الشركة أيضا أعداد العاملين بأكثر من النصف. وقال بوسان ان الشركة أطلقت علامات تجارية جديدة من النبيذ وعينت مستشارين في صناعة النبيذ وحاولت تدريب العاملين في المطاعم والمتاجر والحانات على كيفية تخزين وتقديم النبيذ. وقال بوسان "لدينا مخازن مبردة لكنك تذهب الى متجر تجزئة فتجد النبيذ مخزنا في درجة حرارة 40 أو 50 (مئوية) في الشمس. وفي يوم واحد يفسد نبيذك." وأردف "ولا تهون من الوقت الذي يتطلبه تدريب كل من في سلسلة التوريد." وبسبب القيود التي تفرضها مصر على اعلانات الخمور لجأت الشركة الى أشكال غير معتادة من التسويق مثل توريد النبيذ الى حفلات المغتربين والمساهمة بالاموال في تجديد عدد من الحانات القديمة في القاهرة. وقال بوسان "لا يمكننا أبدا اظهار المنتج .. لا يمكننا أبدا اظهار العلامة التجارية .. لذا حاولنا ايجاد سبل للترابط والتواصل مع عملائنا." وأضاف "هذا تحد كبير لنا. انتاج الخمور في بلد مسلم يظل تحديا." والضرائب مرتفعة أيضا. ويتعين على الاهرام للمشروبات أن تدفع 100 في المئة على تكلفة كل زجاجة خمر تنتجها. وقال بوسان ان استيراد الخمور قد يتطلب دفع ضرائب تصل الى 3000 بالمئة. وأضاف أنه لا يتوقع تغير هذه النسب قريبا. (الدولار يساوي 5.705 جنيه مصري) (الدولار يساوي 0.7641 يورو)