اعلن الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل مساء الاربعاء في القدس ان المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين سيلتقون مجددا الاسبوع المقبل لمواصلة مفاوضات السلام المباشرة. وقال "توافق الجانبان على ان يواصل المفاوضون مشاوراتهم الاسبوع المقبل بهدف اعداد الارضية لمحادثات جديدة على مستوى القادة"، مؤكدا ان "المشاورات كانت مثمرة". واضاف ان "الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتانياهو استأنفا محادثاتهما حول القضايا الرئيسية ونقاط الخلاف الاساسية في هذه العملية. ان الزعيمين لا يرجئان المسائل الصعبة الى نهاية محادثاتهما". وتابع ميتشل ان نتانياهو وعباس "يبحثان مباشرة كل القضايا التي في صلب النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. نعتبر انه مؤشر قوي الى اقتناعهما بان السلام ممكن والى انهما يرغبان في التوصل الى اتفاق". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التقيا الاربعاء في القدس في حضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي اشادت ب"جدية" الطرفين في المضي في محادثات السلام الصعبة بينهما. وقال ميتشل ردا على سؤال حول الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة "في اطار جهودنا، نواصل احراز تقدم حول هذه القضية، نعتبر ان الامر هو على هذا النحو". واستقبل نتانياهو مساء في منزله رئيس السلطة الفلسطينية وكلينتون والموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل لاجراء جولة جديدة من المفاوضات. وبشان التقدم، اعلن ميتشل ايضا في القدس ان نتانياهو وعباس يحرزان تقدما لمعالجة الخلاف حول موضوع الاستيطان اليهودي. وهي المرة الاولى منذ تولي نتانياهو السلطة في اسرائيل في نيسان/ابريل 2009 يتوجه فيها رئيس السلطة الفلسطينية الى مقر نتانياهو في القدس. وكتب عباس على السجل الذهبي في منزل نتانياهو "اعود اليوم الى هذا المنزل بعد غياب طويل بهدف مواصلة المحادثات واملا بالتوصل الى سلام دائم في المنطقة كلها، وخصوصا بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي". وصباحا، قتل فلسطيني واصيب اثنان اخران في غارات جوية اسرائيلية استهدفت انفاقا للتهريب قرب رفح في جنوب قطاع غزة. وجاءت هذه الغارات ردا على اطلاق صاروخ وثمانية قذائف هاون احصاها الجيش الاسرائيلي خلال 24 ساعة انطلاقا من القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة حماس، من دون ان تسفر عن اصابات او اضرار. وبدات كلينتون بعد وصولها مساء الثلاثاء من منتجع شرم الشيخ المصري، يوما ماراتونيا الاربعاء في القدس بلقاءات مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ووزيري الخارجية والدفاع افيغدور ليبرمان وايهود باراك، اضافة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي سلام فياض. واعلنت كلينتون ان القادة الاسرائيليين والفلسطينيين "جادون في رغبتهم في التوصل الى اتفاق". وقالت "انهم يدخلون في صلب الموضوع وبدأوا ببحث المسائل الجوهرية في محادثات تجري بشكل مباشر"، غداة محادثات ثلاثية في شرم الشيخ. واضافت "انهم القادة الذين سيحظون بدعم الولاياتالمتحدة لاتخاذ القرارات الصعبة". وكان الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل قال بعد اجتماع بين عباس ونتانياهو في شرم الشيخ "اليوم بدأت الاطراف مفاوضات جادة حول القضايا الجوهرية"، من دون الاشارة الى تقدم ملموس. ومن قضايا الخلاف الاساسية حدود الدولة الفلسطينية المقبلة، وامن اسرائيل، ومصير اللاجئين الفلسطينيين، ووضع القدس والاستيطان اليهودي. ويشكل الخلاف بشأن الملف الاخير اكثر المسائل الضاغطة في المفاوضات الجارية مع اقتراب انتهاء سريان قرار التجميد الجزئي لاعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة في 26 ايلول/سبتمبر. وأكد القادة الاسرائيليون انهم لن يمددوا تجميد الاستيطان، فيما اعلن الفلسطينيون نيتهم الانسحاب من المفاوضات في حال استمرت اسرائيل في اعمال البناء في الاراضي المحتلة. وتعتبر الولاياتالمتحدة ان تمديد تجميد الاستيطان سيكون "منطقيا". واستانف الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن بعد توقفها منذ الهجوم الاسرائيلي على غزة بين كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009. واتفق نتانياهو وعباس على عقد لقاء بينهما كل 15 يوما.