بخلاف حول الاستيطان، وتهديد بالانسحاب، انتهت الجولة الثالثة من مفاوضات السلام المباشرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدسالمحتلة أمس الأول. تمسك نتنياهو باستئناف الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة فور انتهاء فترة التجميد فى السادس والعشرين من الشهر الحالى؛ ما استدعى تهديد عباس بالانسحاب من المفاوضات إذ لم يتواصل تجميد الاستيطان، وذلك خلال لقائهما فى مقر إقامة نتنياهو الرسمى، الذى رفرف عليه العلم الفلسطينى. وفى مقابلة مع التليفزيون الإسرائيلى، دعا الرئيس حسنى مبارك حكومة نتنياهو إلى تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى»، مضيفا: «أمامنا فرصة تاريخية فى الوقت الحالى لابد أن نستفيد منها، وكما قلت لإخوانى بالأمس، لابد أن نستغل هذه الفرصة التاريخية لأنها قد لا تعود مرة أخرى». وعقب الجولة الثالثة، تحدث المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشيل عن «تقدم» لم يوضحه فى ملف الاستيطان. وأضاف أن المفاوضين من الجانبين سيواصلون مشاوراتهم الأسبوع المقبل بهدف إعداد الأرضية لمحادثات جديدة على مستوى القادة. وبعدها بساعات، شن طيران الاحتلال الإسرائيلى سلسلة غارات على غزة لم تسفر عن خسائر بشرية. وفى القاهرة، جدد وزراء الخارجية العرب أمس تمسكهم بمرجعيات الدولية لعملية السلام، داعين الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، وملوحين بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولى إذا فشلت المفاوضات المباشرة التى انطلقت فى الثانى من الشهر الحالى بواشنطن، وأعقبتها جولة ثانية فى شرم الشيخ. الوزراء شددوا فى ختام اجتماعاتهم على أن السلام العادل والشامل فى المنطقة لن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى العربية المحتلة، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بعيدا عن جميع أشكال التوطين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة. وأكدوا أن المفاوضات يجب أن ترتكز على مرجعيات عملية السلام، وبإطار زمنى محدد، وأن يستند النقاش حول الحدود على إنهاء الاحتلال الذى بدأ عام 1967، وتسوية قضايا الاستيطان والقدس واللاجئين والحدود والمياه. وأعرب وزراء الخارجية عن رفضهم لمطالب إسرائيل للفلسطينيين بالاعتراف ب«يهودية دولة إسرائيل»، ومحاولات الالتفاف على أسس عملية السلام ومرجعياتها وتقويض الحل المتمثل فى إقامة الدولتين. وحث الوزراء العرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما على التمسك بموقفه المبدئى بشأن الوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلى فى الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية، محذرين من أن استمرار الممارسات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة سيفشل المفاوضات، مما يستدعى دعوة الدول العربية إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لإعادة عرض النزاع العربى الإسرائيلى، والطلب من واشنطن عدم استخدام الفيتو (حق النقض)؛ على اعتبار أن فشل المفاوضات، وتدهور الأوضاع فى الأراضى المحتلة يبرر ذلك.