فيودوسيا/سيمفروبول (أوكرانيا) (رويترز) - بدأ أفراد القوات الأوكرانية وأسرهم مغادرة القرم يوم الاثنين في الوقت الذي أقرت فيه كييف بالهزيمة امام القوات الروسية التي اقتحمت واحدة من اخر قواعدها الباقية في شبه الجزيرة. ومنذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية هذا الشهر حق موسكو في التدخل حوصر آلاف الجنود الأوكرانيين في قواعد في القرم دون ابداء أي مقاومة لكنهم رفضوا الاستسلام. وفي استسلام للأمر الواقع أعلنت القيادة في كييف يوم الاثنين انها قررت سحب أفراد قواتها من القرم حفاظا على حياتهم وحياة عائلاتهم من أي تهديدات روسية جديدة. وبعد بضع ساعات كان الكثير منهم في طريقه بالفعل للخروج من القرم. وعلى مسافة ألف متر من قاعدة بحرية استولت عليها القوات الروسية في وقت سابق تجمع العشرات من جنود القاعدة بعضهم مع أفراد اسرهم استعدادا للرحيل. وكان معظم الجنود يرتدون ملابس الجيش الأوكراني والبعض يرتدي ملابس مدنية. وقال جندي من مشاة البحرية يدعى رسلان كان مع زوجته كاتيا وابنهما البالغ من العمر تسعة أشهر "توصلنا إلى اتفاق امس: ننزل علمنا ويرفع الروس علمهم. وفي هذا الصباح هاجم الروس (القاعدة) باطلاق الذخيرة الحية. لم تكن لدينا أي أسلحة. لم نطلق رصاصة واحدة." وودع الجنود بعضهم بعضا بالعناق. وردد البعض هتافات تنطوي على تحد. وأجهش جندي رفض الكشف عن اسمه بالبكاء وحمل الحكومة في كييف المسؤولية عن النهاية الفوضوية التي آلت اليها المواجهة. وقال "هذا خطأ كييف بالكامل. هزمنا. عانينا ولم يكلف الوزراء في كييف انفسهم عناء أن يصدروا لنا أمرا كما ينبغي... لقد لطخوا علمنا وشرفنا." واثناء خروج شاحنتين عسكريتين وحافلة وعشر سيارات مدنية من البوابات فتح الجنود نوافذ الحافلة وهتفوا قائلين "يحيا مشاة البحرية". وضمت موسكو رسميا شبه جزيرة القرم الاسبوع الماضي وبسطت قواتها في الايام الاخيرة سيطرتها على اخر القواعد الأوكرانية هناك. وقال أولكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال الرئيس الأوكراني في كلمة أمام البرلمان في كييف "أمر الدفاع الوطني ومجلس الأمن وزارة الدفاع بتنفيذ اعادة انتشار للوحدات العسكرية في القرم وإجلاء أسر أفرادها." وأضاف أن هذه الخطوة اتخذت في أعقاب تهديدات القوات الروسية لأرواح وصحة الجنود الأوكرانيين وعائلاتهم. وفي وقت سابق يوم الاثنين اقتحمت القوات الروسية مستخدمة قنابل الصوت والبنادق الآلية ومدعومة بطائرتين هليكوبتر القاعدة البحرية في ميناء فيودوسيا لتسيطر على واحدة من آخر رموز المقاومة الأوكرانية. وقال مسؤولون أوكرانيون إن ضباطا أوكرانيين اقتيدوا للاستجواب. وأنزلت الأعلام الأوكرانية داخل القاعدة بعد يومين من استخدام القوات الروسية نفس الأسلوب للسيطرة على قاعدة بلبيك الجوية الأوكرانية في القرم يوم السبت. وفجرت سيطرة روسيا على القرم بعد الاطاحة بالرئيس الأوكراني الذي تدعمه موسكو عقب احتجاجات شعبية في كييف أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وضمت روسيا القرم رسميا في 21 مارس آذار بعد خمسة أيام من تصويت سكان المنطقة بأغلبية كاسحة لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام الى روسيا. ويقول الغرب وكييف إن الاستفتاء غير قانوني ونتيجته صورية. وكانت القوات الروسية سيطرت في وقت سابق هذا الشهر على جزء من قاعدة فيودوسيا التي تستخدمها الكتيبة البحرية الأولى وهي أرفع وحدة عسكرية أوكرانية بينما احتفظ الأوكرانيون بالسيطرة على مستودع الأسلحة والثكنة ومنشآت أخرى. وفي محاولة لتحسين صورة أوكرانيا بعد عجزها عن الدفاع عن قواعدها قال تيرتشينوف إن رفض القوات الأوكرانية الاستسلام في القرم منح وقتا ثمينا للقوات المسلحة لكي تعيد تنظيم صفوفها على المستوى الوطني لحماية بقية أوكرانيا. وأضاف "القوات الأوكرانية أدت مهمتها في القرم على الرغم من الخسائر الكبيرة. فقد وفرت القدرة والوقت للقوات المسلحة الأوكرانية حتى تتمكن من التأكد من ترتيبات الاستعدادات الدفاعية وتنظيم التعبئة الجزئية." وفي كييف قال مسؤول عسكري كبير إن الإجلاء سيؤثر على نحو 15 ألف جندي وأسرهم. وخلال الهجوم على القاعدة في فيودوسيا قال اللفتنانت أناتولي موزجوفوي لرويترز بالهاتف من داخل القاعدة إن الروس أطلقوا أعيرة نارية وإن الجنود الأوكرانيين لم يكونوا مسلحين. وسئل عما إذا كان قد تم الإستيلاء على القاعدة فقال "نعم". وقال فلاديسلاف سيليزنيوف وهو متحدث باسم الجيش الأوكراني في القرم "المجمع من الداخل مليء بالقوات الروسية." وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الروس طردوا مشاة البحرية الأوكرانية من القاعدة في شاحنات. وأضافت الوزارة "هناك حاليا بين 60 و 80 معتقلا من مشاة البحرية الأوكرانية وهم عمليا أسرى لدى الجيش الروسي على أراضي ميناء فيودوسيا البحري. إنهم تحت لضغط نفسي مستمر." وبعد يومين من اقتحام بيلبك لم يفرج بعد عن قائد القاعدة الجوية الكولونيل يولي مامتشور. ويعتقد معاونوه أنه محتجز في مدينة سيفاستوبول التي يوجد بها اسطول البحر الأسود الروسي. كما تركت القوات الأوكرانية قاعدة بحرية بعد هجمات من محتجين موالين لروسيا واضطرت لتسليم سفينتين للقوات الروسية في الأيام الأخيرة مع تعزيز موسكو سيطرتها على القرم. من الكسندر فاسوفيتش وجابرييلا بازينسكا