قال أولكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أمس إن بلاده تقوم بسحب قواتها من القرم في مواجهة تهديدات وضغوط من الجيش الروسي. وكان تيرتشينوف يتحدث أمام البرلمان بعد أن دخلت القوات الروسية قاعدة بحرية أوكرانية قرب فيدوسيا في إطار سيطرتها التدريجية علي منشآت عسكرية أوكرانية في شبه جزيرة القرم. وقال تيرتشينوف إن قرار الانسحاب اتخذ في مواجهة «تهديدات لأرواح وصحة جنودنا وعائلاتهم». وتابع أنه أصدر «أمرا للدفاع الوطني ومجلس الأمن وزارة الدفاع بتنفيذ إعادة انتشار للوحدات العسكرية في القرم وإجلاء عائلاتهم». من جانبه، قال نائب رئيس وزراء القرم رستم تميرغالييف أمس أن العسكريين الأوكرانيين في القرم إما انضموا إلي القوات الروسية أو يغادرون شبه الجزيرة. في هذه الأثناء، وصل وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إلي القرم لتفقد المنشآت والقوات العسكرية وذلك في أول زيارة لمسئول روسي رفيع المستوي إلي شبه الجزيرة منذ انضمامها إلي روسيا الأسبوع الماضي. وفي تطور آخر، قال عسكري أوكراني إن قوات روسية سيطرت علي قاعدة بحرية أوكرانية في فيودوسيا، أمس وهي واحدة من بضع منشآت عسكرية لا تزال ترفع العلم الأوكراني في منطقة القرم. وقال اللفتنانت أناتولي موزجوفوي أن القوات الروسية هاجمت القاعدة بمدرعات خفيفة ومروحيات وسمع دوي إطلاق نار. وأضاف أنه بعد ساعتين غادرت القاعدة ثلاث شاحنات تنقل قرابة 80 جنديا أوكرانيا موثوقي الأيدي. ولم ترد أي معلومات بشأن ما إذا كانت وحدة مشاة البحرية في القوات الأوكرانية قاومت القوات الروسية في فيودوسيا. من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه رغم إقدام روسيا علي ضم شبه جزيرة القرم وفصلها عن أوكرانيا فإنه لا يعتبر أوروبا ساحة حرب بين الشرق والغرب. وفي مقابلة مع صحيفة دي فولكس كرانت الهولندية نشرت قبيل وصوله إلي أمستردام أمس للمشاركة في القمة النووية، قال أوباما إن رسالته إلي قادة أوروبا هي أنه لا بد أن يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ثمة تبعات اقتصادية وسياسية بسبب تحركاته في القرم. وفي تصريحات منفصلة، قال أوباما عقب لقاء مع رئيس الوزراء الهولندي مات روته إن الولاياتالمتحدة وأوروبا «متحدتان» لجعل روسيا «تدفع ثمنا» علي تدخلها في أوكرانيا. من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يأمل ألا يؤثر الوضع في القرم علي التعاون مع روسيا بشأن الجهود الدولية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية. وقال كيري للصحفيين في لاهاي حيث يحضر قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبري «أتمني ألا يحدث ذلك. كل ما أقوله إني أتمني أن تستمر نفس الدوافع التي حثت روسيا علي أن تكون شريكا في هذه الجهود».