تلقى العمال الثلاثة والثلاثين المحتجزين منذ 5 اب/اغسطس في منجم على عمق 700 متر تحت الارض في تشيلي الاثنين محلولا سكريا في اول خطوة على طريق عملية انقاذهم التي ستستغرق ثلاثة الى اربعة اشهر. وقالت الطبيبة باولا نيومن التي تمكنت من الاتصال بهم في قاع منجم سان جوزيه للذهب والنحاس، على بعد 800 كلم شمال سانتياغو، "الثلاثة والثلاثون جميعهم بخير". واوضحت الطبيبة انها تمكنت من انزال مسبار لايصال محلول سكري لهم وحبة امبرازول لحمايتهم من الاصابة بقرحة في المعدة بعد فترة الصيام الطويلة. وقال وزير المناجم التشيلي لورانس غولبورن ان عملية الانقاذ ستستغرق ثلاثة الى اربعة اشهر من خلال حفر نفق، مع الاخذ بالاعتبار انه يمكن حفر 10 الى 15 مترا في اليوم كحد اقصى. ولكن في معسكر "الامل" الذي تتمركز فيه عائلات العمال قرب الموقع منذ اسبوعين، اكد الجميع تصميمهم على البقاء حتى يخرجوا جميعهم. وقالت الطبيبة بعد اتصال استمر ساعة تقريبا معهم من خلال الهاتف اللاسلكي "جميعهم بخير. لا توجد اصابات". وقالت "خلافا لما كنا نتوقعه، مشكلاتهم بسيطة"، بعد هذه المدة الطويلة تحت الارض في حرارة خانقة تتراوح بين 32 و35 درجة مئوية. وتم تمرير المحاليل من خلال ممر قطره 8 سنتمترات تم من خلاله الاتصال بهم اول مرة الاحد. وقال المهندس اندريس سوغاريت الذي ينسق العمل ان "الحبل السري يعمل". في المقابل وصلت الة حفر تزن 30 طنا الاثنين الى الموقع لحفر بئر عمودية قطرها 66 سنتمترا لاخراج العمال واحدا بعد الاخر. وفي حال نجحت العملية فستكون اطول عملية استثنائية لانقاذ محتجزين تحت الارض. وفي 2006، تم انقاذ عاملي منجم في تسمانيا في استراليا بعد ان امضيا اسبوعين على عمق كيلومتر تحت الارض. وتمكنا من البقاء احياء بفضل لعق الماء المتسرب عبر الصخور لخمسة ايام قبل مد خرطوم لايصال الماء والطعام لهما. وعلم منذ الاحد ان عمال منجم سان جوزيه الذين ينتمون الى مجموعة سان استبان الصغيرة بخير، بعد 17 يوما من انهيار المنجم. واعتبر وزير المناجم الامر "معجزة". وكتب العمال على ورقة رفعها المسبار "نحن في منطقة آمنة وبخير، الثلاثة والثلاثون جميعنا". وامكن تصوير العديد منهم من اخلال انزال كاميرا صغيرة. وعرضت الصور على التلفزيونات التشيلية، لكنها لم تكن واضحة لقلة الضوء. وقال خبراء يعملون في الموقع ان العمال يمكنهم التحرك ضمن مسافة كيلومتر ونصف. وقال علماء مغاور لفرانس برس ان المشكلات الرئيسية تتلخص في الحفاظ على وتيرة النوم والامل والتلاحم وحل مشكلة الفضلات في مكان ضيق. وقال جينو ايرازو وهو عامل منجم يعمل في سان جوزيه ان مجموعة الثلاثة والثلاثين تستمد قوتها المعنوية من رئيسها ماريو غوميز وهو رجل ذو خبرة في الثالثة والثلاثين من عمره. وقال جينو ايرازو لفرانس برس "انه بمثابة الاب الذي يعتني باولاده".